تعز – مجاهد حمود: المشاهد نت :
يتحسر الطالب في مدرسة 26 سبتمبر بتعز (جنوب غربي اليمن)، يعقوب محمد، على شهور المذاكرة التي قضاها، استعداداً لخوض الامتحانات النهائية للصف الثالث الثانوي، وهو يشاهد زملاءه في لجنته الامتحانية، وهم يمارسون الغش عبر الهواتف النقالة، بمساعدة الملاحظين المعنيين بمنع الغش، واتخاذ العقوبات ضد من يمارسه.
يقول يعقوب لـ”المشاهد”: “مؤلم جداً أن تتعب طول العام في المذاكرة والاجتهاد، وفي نهاية المطاف يحصل آخرون ممن لم يبذلوا جهداً يذكر، على معدل يفوق معدلك، نتيجة الغش”.
وتنامت ظاهر الغش، في امتحانات الثانوية العامة بمدارس محافظة تعز وغيرها من مدارس المحافظات الأخرى، خلال سنوات الحرب، بحسب التربوي في قطاع التوجيه بمكتب التربية في محافظة تعز، يوسف محمد، مؤكداً أن الطلاب لا يبذلون جهداً خلال العام الدراسي، لأنهم يعلمون مسبقاً أنهم سيحصلون على ما يريدون بالغش.
ويتجمهر أولياء الأمور أمام المراكز الامتحانية، في محاولة منهم لإيصال الغش إلى أبناهم بداخل اللجان الامتحانية، وفق ما أوضحته صور منشورة على صفحات “فيسبوك”.
ونقل مكتب التربية بمحافظة تعز 5 مراكز امتحانية في 5 مديريات، من إجمالي المراكز البالغ عددها 145 مركزاً، نتيجة تجمهر الأهالي أمامها، ودخول متنفذين إليها بالقوة، ولأكثر من مرة، الأمر الذي يعد انتهاكاً لسير الامتحانات، بحسب مدير مكتب التربية والتعليم بتعز.
وحرم مكتب التربية بتعز، 96 طالباً وطالبة من 24.895 يؤدون الامتحانات هذا العام، من الامتحان في المراكز الامتحانية الموزعة على 14 مديرية بالمحافظة، من 26 مديرية تقع تحت سيطرة الحكومة، بسبب انتحال شخصياتهم في الامتحانات، بحسب شداد، موضحاً أن أهم العوائق التي تواجه سير عملية الامتحانات، هي شح الإمكانيات، وتباعد المسافات عن بعض المناطق.
" انفوجرافيك يوضح سير العملية التعليمية بـ تعز"
عجز في الملاحظين
ويبرر مهيوب محمد، ولي أمر أحد الطلبة، ما يحدث من عملية غش، بعدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بتوفير الكتاب المدرسي، مستدركاً بالقول: “على وزارة التربية والتعليم توفير الكتاب المدرسي والكادر المتخصص الذي تفتقر إليه معظم المدارس، بسبب نقلهم إلى قطاع التوجيه، ما شكل تحدياً أمام الأجيال القادمة”، مضيفاً أن الغش سيستمر، طالما لا يوجد كتاب ولا معلم في المدارس التي تخضع لسيطرة الحكومة، أو المدارس الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي.
ولا يختلف الوضع في كل المدارس بدون استثناء، إذ يلعب القائمون على العملية التعليمية دوراً سلبياً في إدارة الامتحانات، وتوفير الإمكانيات المتاحة، لتجاوز هذه المعضلة التي تفسد العملية التعليمية برمتها.
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها وزارتا التربية والتعليم الخاضعتان للحكومة والحوثيين، قبل الامتحانات، بتشديد الإجراءات بحق من يمارس الغش من الطلاب، ومن يسهله من قبل القائمين على مراقبة العملية، قبل البدء بها، إلا أن تلك التحذيرات تبخرت في أول يوم لبدء الامتحانات، وراح الطلبة يمارسون الغش، والملاحظون يديرون عملية للغش، لإنجاحه، بدلاً من إدارة الامتحانات بشكل إيجابي.
وتتذرع وزارة التربية والتعليم لطرفي الصراع، بعدم وجود موازنة كافية لإدارة الامتحانات، ومنح الملاحظين جزءاً منها، حتى لا يعتمدوا على ما يجمعه الطلبة بداخل اللجان الامتحانية، مقابل تسهيل الغش.
وكان الملاحظ يتقاضى في السابق 300 ريال يمني في اليوم، لكنه حُرم منها في سنوات الحرب على قلتها، بحسب ملاحظين.
المصدر المشاهد نت
لقرائة الخبر من المصدر اضغط هنأ
تعليقات
إرسال تعليق