تعز - مجاهد حمود :
انطلق اليوم الاربعاء المؤتمر الاعلامي الاول في اليمن حول حرية التعبير الذي ينظمه مرصد الحريات الاعلامية في اليمن التابع لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي ويستمر لمدة يومين الأربعاء والخميس الموافق 8 - 9 ديسمبر الجاري شارك فيه اكثر من ثلاثمائة صحفي ومهتم بحرية الرأي والتعبير
وفي بداية المؤتمر اكد رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي مصطفى نصر ان الصحفيون والصحفيات دفعوا ثمنا باهظا خلال السبع السنوات الماضية ، العشرات منهم قتلوا، والمئات أصيبوا وشردوا وما يزال البعض خلف القضبان منذ أكثر من سبعة أعوام.
واضاف يمثل هذا المؤتمر اليوم فرصة للبحث عن اليات لضمان تعزيز حماية الصحافيين والصحفيات ومكافحة الإفلات من العقاب والوقوف ضد كل من يحاول المساس بحق الصحفيين والصحفيات ان يمارسوا مهنتهم التي كفلتها القوانين المحلية والمواثيق الدولية.
كما اكد السفير الهولندي لدى اليمن بيتر ديرك هوف انه لا ينبغي ان يفلت هؤلاء الجناة من العقاب المرتكبة ضد الصحفيين ويجب مسائلتهم من اجل استمرار العمل الصحفي بكل مهنية . وانه مضى وقت طويل على نشر اخبار خاصة باليمن بسبب منع طواقم القنوات الدولية من العمل في اليمن وان الصحفية الهولندية عندما ارادت الدخول لليمن استغرقت عشرة اشهر حتى حصلت على تصريح موافقة بالدخول ؟
واضاف ان اخر المعلومات من تقرير الخبراء اكد توقف الكثير من الصحفيين عن العمل وهذا انتهاك لحرية الصحافة يجب تكاتف الجهود لمواجهتها .
وفي بداية الجلسة الاولى استعرض المدير التنفيذي لمركز الدراسات و الإعلام الاقتصادي محمد اسماعيل واقع وحجم الانتهاكات ضد الصحافة في اليمن مؤكدا انه بعد اقتحام جماعة الحوثي لعدد من المدن اليمنية من بينها العاصمة صنعاء تضاعفت المخاطر على الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان والراصدين اذ بلغ التوجس ذروته فأصبحت المناطق التي تحت سيطرتها خالية تماما من الوسائل الاعلامية المستقلة والحزبية وغاب عنها التنوع الإعلامي الذي كانت تتمتع به اليمن في كثير من مدنها .
واضف انه لم يعد بمقدور الكثير من الصحفيين في اليمن التنقل بسهولة ونقل الحقائق بعيدا عن التأثير والاستقطاب والخوف من البطش وهو ما ادي الي تفشي الاشاعات والاخبار الملفقة التي تفاقم من الصراع وتعمق حالة الانقسام المجتمعي.
من جهته اكد الصحفي عبدالباري طاهر ان وضع الصحافة في اليمن اصبح كارثي وان الصحفيون يتعرضون لانتهاك شامل بسبب عملهم الاعلامي . وطالب المجتمع الدولي بالتضامن والوقوف ال جانب الصحفيين في هذه المرحلة .
كما استعرضت المراسلة الاعلامية بقناة الجزيرة هديل اليماني تجربتها الاعلامية ومعاناتها اثناء تغطيتها للأخبار في ضل النزاع المسلح . كما قدمت العديد من النصائح التي يجب ان يلتزم بها الصحفيين خلال عملهم الميداني.
كما تحدث محامي الصحفيين المعتقلين في سجون الحوثي عبدالمجيد صبرة عن فرص الحماية القانونية للصحفيين ، وعن تجربته في الدفاع عن الصحفيين وانه من خلال اطلاعه على قضايا الصحفيين لا تجد في ملفهم حسب الاتهامات الموجهة اليهم أي تهمة يعاقب عليها القانون وهذا ما يدل على ان الصحفيين يتعرضون لممارسات تعسفية بدون وجه حق .
وفي الجلسة الثانية التي خصصها المؤتمر للانتهاكات الالكترونية تحدثت الاعلامية الهام عامر عن التنمر الإلكتروني وتأثيره على الصحفيات اليمنيات وارجعت ذلك لعدة عوامل ثقافية ودينية وللعادات والتقاليد المجتمعية .
واضافت لان مرتكبي هذا العنف يستخدمون الإنترنت كوسيلة للوصول لمبتغاهم، فان العنف يلاحق الصحفيات من أماكن عملهن إلى المنزل، ما قد يؤثّر على عملهن وإنتاجهن، كما يمكن أن تلحق هذه الممارسات الأذى النفسي والضرر المهني والعنف الجسدي أحيانًا .
واختتم المؤتمر جلساته مع الخبير بحماية وأمن المعلومات ومكافحة الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية مختار عبد المعز والذي تحدث عن انواع التنمر الالكتروني و اليات وسبل الحماية من هذه الممارسات التي تعتبر فعل اجرامي يعاقب علية القانون .
وفي جلسة يوم الغد سيناقش المؤتمر الصدمات النفسية للصحفيين والعناية الذاتية مع المدير المشارك لمنظمة حقوق الإنسان كارتارا إيلجا فان رون ، ويختتم المؤتمر مع الخبير الدولي في الحماية الرقمي جيلو كوتروبي بموضع الأمن الرقمي وتهديدات الصحفيين عبر الإنترنت .
وتخللت الندوة عدد من النقاشات والمداخلات من قبل عدد من الصحفيين والناشطين والمهتمين بحرية الرأي والتعبير في اليمن مؤكدين على اهمية دور المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالدفاع عن الصحفيين والضغط في حماية الصحفيين
مرصد الحريات الاعلامية في اليمن منصة رصد ومعلومات ، تهدف الى نشر كل ما يتعلق بحريات الرأي والتعبير في مختلف المناطق اليمنية بطريقة مهنية ومستقلة الى جانب تحليل ومناصرة قضايا الصحفيين على المستوى المحلي والدولي .
تعليقات
إرسال تعليق