تعز – مجاهد حمود:
مع بدء فصل الشتاء، يعجز التربوي محمد الشرعبي عن شراء ملابس شتوية لأبنائه الخمسة، ليقيهم برد الشتاء في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن).
راتب الشرعبي أقل من 80 ألف ريال يمني (ما يعادل 90 دولارًا أمريكيًا)، كما يقول لـ”المشاهد“، مضيفًا أن أسعار الملابس الشتوية باهظة الثمن، وهذا يفوق قدرتي الشرائية لها. ويتابع:” اثنان من أبنائي يذهبان إلى المدرسة دون غطاء يقيهم برد الصباح”.
ووصل سعر الجاكت إلى 36 ألف ريال، وهو مبلغ كبير على موظف يستلم ضعف هذا المبلغ. ورغم تراجع الدولار مقابل الريال اليمني عما كان عليه الوضع قبل 10 أيام، إلا أن الأسعار باقية على حالها، بحسب الشرعبي.
عزوف عن الشراء
ويشكو الطالب الجامعي، أنس حامد، من غلاء الأسعار للملابس الشتوية، مؤكدًا أنه ذهب لشراء جاكيت، لكنه لم يستطع استيفاء مبلغ الشراء.
ويستطرد في حديثه قائلًا: “نواجه وضعًا معيشيًا صعبًا، بخاصة نحن الطلاب، في ظل الوضع الاقتصادي الحاصل في البلد بعد تدهور الريال والارتفاع الجنوني للأسعار بشكل عام”، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب أجبرتهم الظروف على إيقاف دراستهم الجامعية لعجزهم عن المواصلة بسبب الظروف المعيشية.
ويلاحظ تجار الملابس عزوفًا عن الشراء هذا العام، وحالة من الركود التام تسيطر على سوق الملابس الشتوية بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، إذ أصبح شراء الملابس عائقًا كبيرًا أمام فئة كبيرة من المواطنين لارتفاع أسعارها، وفق محمود علي، صاحب معرض ملابس.
وتشهد اليمن حربًا منذ 7 أعوام، أدت إلى تدهور العملة، ما تسبب في معاناة المواطنين وتدهور ظروفهم المعيشية.
وبسبب افتقار المواطنين للإمكانيات المادية التي تحرمهم من شراء الملابس الجديدة، تشهد سوق الملابس المستعملة إقبالًا نسبيًا من المواطنين.
ويقول عرفات سامي: “لأول مرة أتجه إلى الحراج لشراء ملابس تقيني من برد الشتاء، بسبب ارتفاع الأسعار للملابس الجديدة بشكل كبير”.
ويقول أمين الصلوي، وهو بائع ملابس مستعملة في سوق الحراج وسط مدينة تعز، إن هناك إقبالًا أكثر على شراء الملابس المستخدمة من قبل المواطنين، لأسعارها المتوسطة مقارنة بالملابس الجديدة.
ويوضح الصلوي أن سعر البنطلون الجينز يبلغ من 6 إلى 9 آلاف ريال، بينما في المعارض يتجاوز الـ20 ألف ريال، وهذا الفارق، جعل الإقبال عليها نسبيًا هذا العام.
رغم التحذيرات من المخاطر التي قد تحدث من الملابس المستخدمة، لما تحمله من أمراض جلدية، كونها ناقلة للمرض، إلا أنها تلبي احتياجات شريحة كبيرة من المجتمع لتناسب قدراتهم الشرائية لها.
لكن سليم عبده، أحد سكان تعز، يقول إن “هذه المشكلة يمكن حلها من خلال تعقيمها بمياه حارة، وتجاوز الخطر الذي قد يكون فيها، ولكن البرد لا حل له سوى باقتناء هذه الملابس، وهو خيارنا الوحيد”.
هذه المادة خاصة بموقع المشاهد نت
للقرائة من المصدر إضغط
تعليقات
إرسال تعليق