في احد المطبات الترابية و تحت أشعة الشمس الحارقة يقف الطفل ذو الإحدى عشر عاماً " محمد " منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة مساء في بيع الماء على السيارات القادمة والخارجة من مدينة تعز في منطقة البيرين .
واكد محمد في حديثه للمشاهد انه يعمل في بيع الماء لإعالة اسرته المكونة من اربعة افراد وكونه الذكر الوحيد بينهما , وبنبرة حزن لا يوجد من يشقى علينا او يعولنا بعد مرض والدي فاضطررت للخروج للعمل في بيع الماء وهو ما استطيع فعله.
محمد واحدا من 18,146 اسرة يعولها اطفال في سن مبكرة من اجمالي عدد الاسر النازحة في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية حسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن..
اكثر من 547, الف حالة ضعف
قالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين ان اجمالي عدد الحالات الاشد ضعفا بين النازحين بلغت "547,922" حالة , منها " 472,993, حالة تعيش في مخيمات للنازحين و " 749,29" حالة تعيش في منازل .
وبلغ إجمالي حالات الضعف للنازحین في المخيمات والمنازل ( 547941 ) حالة ضعف بنسبة % 19 من اجمالي النازحون منهم " 472993 وبنسبة % 19.73 في المنازل. , و "74948 حالة ضعف وبنسبة % 19 في المخيمات إضافة الى ( 15844 ) أسرة من ھما (( 12560 أسرة یعولھا اطفال ذكور و ( 3104 ) أسرة یعولھا طفل (انثى)
بينما بلغ عدد الأسر في المخيمات التي یعولھا أطفال (كأرباب أسر) 2482 أسرة منھا 1990 أسرة یعولھا طفل ذكر ،و 492 أسرة یعولھا تعولھا طفل (انثى) و( 41989 ) أسرة بما یمثل % 10 من إجمالي الأسر تعولھا امرأة.
كما أن (5563) طفل من النازحين في المنازل والمخيمات غیر مصحوبون بذویھم
إنفوجرافيك يوضح الحالات الأشد ضعفا بين النازحين
بين برد الشتاء وحر الصيف
تعيش مئات الأسر في ظروف صعبة لا يلائمها برد الشتاء ولا تقوى أجسادهم على حر الصيف يتحدث "هُنأ" الأربعيني محمود سيف احد النازحين في وادي البركاني جنوب تعز " لـ"المشاهد" نعيش في مخيمات بقلق دائم بين خيام لا تقي حرارة الصيف ولا تقوى على برد الشتاء , ففي موسم الامطار نغرق بالمياه والأمراض وفي الشتاء يقتلنا البرد , نحن في كل الحالات نعاني ولا سبيل لذلك سوى إيقاف الحرب وعودة السلام .
وكانت قد أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب عن وفاة ثلاثة أطفال في مخيمات النازحين بالمحافظة؛ بسبب البرد القارس. خلال شهري نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وديسمبر كانون أول الجاري. من العام الماضي 2021 م.
وفي تصريح سابق لمدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب سيف ناصر مثنى لـ “المشاهد” قال بأن دخول فصل الشتاء واشتداد البرد القارس هذا العام تسبب بوفاة 3 أطفال داخل مخيمات النازحين. مضيفاً بأن آخر حادثة تم رصدها وفاة الطفل عارف عبدالواسع ذو الـ 10 أشهر داخل مخيم النقيعاء جنوب مدينة مأرب استنادا إلى التقارير الطبية من مستشفى كرى بالمدينة.
الأطفال وكبار السن
يضاعف فصل الشتاء من معاناة النازحين ببدء مرحلة جديدة من المعاناة خاصة من قذفتهم أمواج الحرب من منازلهم الى الخيام والأطفال والشيوخ اكثر الضحايا فأجسادهم الضعيفة لا تقوى على مقاومة البرد والصقيع في خيام رثة
تنعدم فيها أبسط الخدمات ووسائل الوقاية للبرد .
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين افادت للمشاهد بأن إجمالي المصابون بأمراض مزمنة بلغ عددهم "77,406" من اجمالي النازحين في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية. وأضافت بأن "1,967" اسرة تعيش في الهوا الطلق و " 5,449" أسرة تعيش في مبنى مكتمل إضافة الى 5,870" أسرة تعيش في مبنى غير مكتمل وهناك "37,567" أسرة تعيش في مأوى طارئ ومؤقت وكذلك " 19,830" أسرة تعيش في مأوى متنقل وهناك " 3,949" أسرة تعيش في شقق مؤجرة داخل الموقع و "4,036" أسرة مستضافة داخل الموقع .
النساء اكثر معاناة
النساء والفتيات يعتبرن من بين الفئات الأشد ضعفًا في اليمن. وادى الصراع المستمر منذ سبعة أعوام إلى تردي الحالات سوءًا بالفعل فيما يتعلق بحماية وحقوق النساء والفتيات. ما يقرب من 6.1 ملايين امرأة في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات الحماية حسب الأمم المتحدة.
وتعتبر النساء والفتيات النازحات اكثر احتياجاً بنسبة 73 في المائة من أكثر من 4 ملايين نازح في اليمن هم من النساء والأطفال. مع خيارات المأوى المحدودة واكثر المعاناة وأشدها هي من عدم الخصوصية وتهديدات السلامة ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، مما يجعلهن أكثر عرضة للعنف والإيذاء.
وتسببت الحرب بفقدان معيلي الاسر من الذكور مما زاد من معاناة المرأة بتحمل الأعباء الاقتصادية من خلال اعالتها للأسرة
وقالت الأمم المتحدة في تقرير لها بأن ما يقرب من 30 في المائة من الأسر النازحة تعولها نساء، مقارنة ب 9 في المائة فقط قبل تصعيد الصراع في عام 2015 م.
وكانت الظروف الاقتصادية في اليمن جراء انهيار الريال وغلاء الاسعار عائقاً آخر وتحدٍ تواجهه المرأة في إعالتها للأسرة
وحسب الأمم المتحدة بأن تحليلات الاتجاهات الحديثة تشير إلى لجوء أعداد متزايدة من النساء والفتيات إلى آليات التكيف السلبية من أجل البقاء على قيد الحياة. وتشير التقارير إلى ارتفاع حوادث العنف أوساط النساء والفتيات، يرجح أنها ازدادت حدة بسبب كوفيد- 19 . في عام 2020 م، بالرغم من النقص الشديد في الإبلاغ، زادت المطالبات بشأن توفير خدمات حماية المرأة بنسبة 37 في المائة.
وفي دراسة أجرتها اللجنة المعنية باللاجئات التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان وجامعة جون هوبكينز في ثلاث محافظات يمنية اليمن أشارت الى ارتفاع عدد حالات زواج الأطفال أوساط النازحين، مع وجود حالة زواج واحدة بين كل خمس فتيات نازحات تتراوح أعمارهن بين 10 و 19 عامًا. مقارنة بواحدة من كل ثمان فتيات في المجتمع المضيف.
وفقًا لنفس الدراسة، لقد عانت الفتيات المتزوجات أيضًا من النواتج المؤثرة سلبًا على صحة الأم. تشمل آليات التكيف السلبية المحتملة الأخرى، الإكراه على العمل والتسول وعمالة الأطفال والاتجار بالبشر ومحاولة الانتحار وغيرها من الأمور.
معاناة واحدة
وفي تقييم للظروف الخاصة بالمأوى للنازحين أكدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بأن "49 بالمائة" من المأوى لا يوفر خصوصية للنازحين و "70 بالمائة " من المخيمات معرضة للحر والبرد إضافة الى 81بالمائة " من المأوى لا تقي النازحين من الرياح والأمطار وكذلك 58بالمائة " من المخيمات معرضة للسيول , و"76بالمائة" من المخيمات معرضة لمخاطر الحريق .
انفو جـــــــــــــــــــــــــ" يوضح الظروف الخاصة بالمأوى "ـــــــــــــــــــــــــــــــــرافيك
مخيمات مهددة
وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن بأن اجمالي المخيمات والتجمعات في المناطق المحررة بلغت " 1450" مخيم وتجمع منها " 548" مخيم و " 902" تجمع سكاني . منهم "71" مخيم مدعوم في الإدارة وبناء القدرات و"477" غير مدعوم تماما ,َ
إضافة الى " 79" مخيم مهدد بالإخلاء و " 26,234" أسرة مهددة بالإخلاء من المنازل بسبب التوتر مع المجتمع يليه " 51,001" أسرة مهددة بالإخلاء بسبب عدم القدرة على دفع إلا جارات ,
وأشارت الى "86" مخيم على أرض تتبع الدولة و 462" مخيم على أراض ملك خاص اضافة الى 477 مخيم بحاجة الى دعم في الادارة وبناء القدرات و "445" مخيم بحاجة الى شريك انساني و " 323" مخيم يحتاج الى تشكيل لجان مجتمعية
.تحذيرات أممية
وشددت الأمم المتحدة على ضرورة توسيع نطاق خدمات حماية المرأة المتمثلة في المساعدات الطبية والدعم النفسي الاجتماعي والمأوى الطارئ والمساعدة القانونية وخدمات الصحة النفسية الاجتماعية المتخصصة وذلك لتلبية الاحتياجات المتزايدة، مع توسيع التغطية الجغرافية وتعزيز القدرات لمقدمي الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر دعم التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء والفتيات النازحات، وخاصة الأسر التي تعولها النساء من خلال المساعدات النقدية وبناء المهارات وفرص كسب العيش، أمرًا ضروريًا للتقليل من أوجه ضعفهن وتقليل لجوئهن إلى آليات التكيف السلبية.
وأكدت ان قلة خدمات حماية المرأة هي استمرارية معاناة النساء والفتيات بصمت. فالمرأة التي تعاني من العنف ولم تتلق أي خدمات طبية أو نفسية اجتماعية تكون معرضة، في أسوأ الحالات، لخطر الموت.
وكانت المفوضية التابعة للأمم المتحدة قد طالبت بتوفير مبلغ 271 مليون دولار أمريكي لدعم عملياتها في اليمن خلال عام 2021. مؤكدة بأنها لم تتسلم سوى ستة في المائة من هذا المبلغ حتى الآن مشيرة الى أنها قد تضطر إلى تخفيض عدد الأشخاص المتلقين للمساعدات إلى حد كبير، وهو ما قد تترتب عليه عواقب جسيمة على الأطفال والنساء والأشخاص الآخرين من الفئات الأكثر ضعفاً.
تعليقات
إرسال تعليق