أحيا مرصد الحريات الاعلامية في اليمن مع عدد من الصحفيين الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الانسان "اليوم العالمي لمعرفة الحقيقة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واحترام كرامة الضحايا" بهدف تسليط الضوء على حجم الانتهاكات التي تمارس ضد حرية الرأي التعبير في اليمن واهمية المعلومات والحقائق من اجل التخفيف من حدة هذه الانتهاكات المستمرة التي تطال الصحفيين والعاملين في المجال الحقوقي .
وفي بداية الندوة اكد رئيس مرصد الحريات الاعلامية في اليمن مصطفى نصر بأن إحياء هذا اليوم يكتسب أهمية خاصة في مسيرة النضال من أجل حقوق الضحايا وذويهم. موضحا بأن من حق ذوي الضحايا ممن تم اغتيالهم او اخفاءهم قسريا او اعدامهم في اطار محاكمات سياسية ان يعرفوا كافة الحقائق عن ذويهم.
وأكد بأنه من المؤسف ان كافة قضايا الاغتيالات التي تعرض لها الصحفيين والصحفيات في اليمن ما تزال مقيدة ضد مجهولين ولم يتم كشف الحقائق عن مرتكبي تلك الجرائم، الامر الذي شجع أطراف الصراع على مزيد من الانتهاكات تجاه الصحفيات والصحفيين ونشطاء حقوق الانسان في اليمن.
من جهتها استعرضت الصحفية الاستقصائية التونسية بهيجة بلمبارك قواعد التحقق والوصول للمعلومات الدقيقة وحياديتها، وكيف يمكن للصحفي مواجهة تحديات الوصول الى الحقائق والمعلومات وعن اهميتها في كشف الحقيقة التي يسعى من خلالها الجناة لإخفائها ومحوها بطرق مختلفة ، وأشارت إلى الطرق التي يجب ان يتخذها الصحفيون والمدافعون عن حقوق الانسان
واضافت ان الافلات من العقاب اصبح ثقافة بالنسبة لمنتهكي حوق الانسان في هذه الفترة وهنا يتوجب على الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان جمع البيانات والمعلومات بشكل عام بما يتناسب مع القانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان وتوثيقها وحفظها ومن ثم تحليل البيانات واعداد ملفات من اجل تسريع الإجراءات الجنائية لمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم.
وتحدث منسق برنامج الشفافية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة ارتكل 19 كريم بلحاج حول أهمية الوصول للمعلومات باعتبارها حجر الزاوية في حفظ الحقوق مشيرا إلى أن اليمن كانت ثاني دولة عربية تقر قانون يضمن الحق في الوصول إلى المعلومات ولكن للأسف تعثرت عملية التنفيذ نظرا للحرب الراهنة.
واستعرض عدد من المرجعيات و القوانين العالمية لحقوق الإنسان لاسيما تلك التي تضمن الحق في الوصول إلى المعلومات وقد كانت مملكة السويد السباقة لتبني مثل هذه القوانين حيث كانت أول دولة تبنت حق الحصول على المعلومة منذ أكثر من مائتين وخمسون سنة ثم جاء بعد ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والمادة 19 للإعلان العالمي لحقوق الانسان
كما تحدثت الحقوقية ورئيسة مؤسسة وجود للأمن الانساني مها عوض عن مجموعة من العوامل التي تسببت في تزايد الجرائم والانتهاكات في اليمن وكيف أن الحرب الدائرة في اليمن خلقت واقع يعتبر كل من يطالب بحقوقه عدو للأطراف المسيطرة .
واكدت ان الاقرار بالانتهاكات في الجرائم المرتكبة وتحديد الظروف التي سمحت بهذه الانتهاكات سيساعد على تهيئة الأرضية في التمكن من قول الحقيقة من قبل الضحايا ومحاسبة الجناة ومرتكبي هذه الانتهاكات .
من جهته استعرض الصحفي حمزه الجبيحي قصته في المعتقل التي استمرت لأكثر من خمسة أعوام في سجون جماعة الحوثي على خلفية عمله الصحفي افتقرت لا بسط معايير المحاكمة العادلة تعرض خلالها للإخفاء القسري قبل ان يتم نقله للسجن مع العديد من الصحفيين، وتحدث عن شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي والصعق الكهربائي والتعذيب الذي تعرض لها وكيف اجبر حينها على التوقيع والاعتراف تحت التعذيب والترهيب.
كما طالب المنظمات الدولية بضرورة الدخول للسجون لمشاهدة حجم المعاناة التي يتعرض لها المعتقلين وكشفها للعالم بهدف الضغط على هذه الأطراف للتوقف عن هذه الممارسات التعسفية بحق من يخالفها الرأي ومحاسبتهم دوليا .
كما تحدث الصحفي الاستقصائي ورئيس تحرير الشبكة اليمنية للصحافة الاستقصائية احمد الواسعي عن تحديات الصحافة الاستقصائية في اليمن والتي من اهمها المخاطر الامنية التي تستهدف الصحفيين في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وغياب وسائل اعلامية محلية تساعد الصحفيين على انجاز اعمال وقصص استقصائية الى جانب المخاطر التي تواجه الصحفيين أثناء التنقل من منطقة إلى أخرى .
وأضاف أن الصحافة الاستقصائية تعتبر أداة مهمة لكشف الحقيقة وإيصال الجناة ومنتهكي حقوق الإنسان للمحاكمة .
وتخللت الندوة عدد من النقاشات والمداخلات من قبل عدد من الصحفيين طالبوا خلالها بالضغط على الحكومة اليمنية لتطبيق قانون الحق في الحصول على المعلومة ، كما اكد المشاركين ان الصحافة في اليمن تمر بوضع صعب من قبل جميع أطراف الصراع حيث يعتبر الصحفي عدو.
مرصد الحريات الاعلامية في اليمن منصة رصد ومعلومات ، تهدف الى نشر كل ما يتعلق بحريات الرأي والتعبير في مختلف المناطق اليمنية بطريقة مهنية ومستقلة الى جانب تحليل ومناصرة قضايا الصحفيين على المستوى المحلي والدولي
تعليقات
إرسال تعليق