الدكتور الشاعر/ عبدالعزيز المقالح
وهو إلى و يتدثر الغبن والمواربة..
ويكتب خطبة الوداع في بكائيته الأخيرة
الجنة
يا أيها المدّثر المكسورُ
قلها و متْ كي يستمر النورُ
لا تدفن الكلمات في ظلماتهم
إنّ السكوت على الظلام فجورُ
أنت الذي علّمتنا أنْ نرتدي
دمنا ونخرج إنْ طغى مسعورُ
أعلنتَ في المذياع أول شهقةٍ
للضوء حين تساقط الديجورُ
وكتبت ألف رصاصةٍ بقصيدةٍ
لم يبقَ لمّا قلتها مقهورُ
" سنظل نحفر في الجدار" لكي نرى
من خلفهِ كم هانَ ديكتاتورُ
ولقد فتحنا ثغرةً للنور في
يوم الكرامة و الدماء تفورُ
يا داخلاً كتب المدارس ثائراً
لا تخذل التلميذ حين يثورُ
يا غارساً شجر الصباح وحارساً
ثمراتها كي لا يطيح السّورُ
خمسون عاما للنشيد كسرتها
فينا وأنت الشاعرُ المشهورُ
ولقد كبرنا فيك، ثم تركتنا
عامين حين تمرد الدستورُ
قد كنت للأطفال جمهوريّةً
فلمن يصفق بعدك الجمهورُ
ولمن تغني الراعيات إذا غفا
الوادي و لم يتفاعلِ العصفورُ
لملم أغانيك القديمة كلها
كي لا يصادرها الفم المأجورُ
عتباك والعتب الدموع إذا جرى
فالحب حول ضفافهِ مبذورُ
أنت الأب الوطنيّ لكنّا بلا
وطنٍ يشدّ الأرض حين تدورُ
عامان من وجعٍ وقلبك ساكتٌ
و دمي يقول : لعلّه معذورُ
إنّ الكلام عن الكرامة جنةٌ
و الواقفين على الغصون طيورُ
"لا بد من صنعاء " قلها مرّةً
أخرى ليضحك بيتنا المهجورُ
قلها وعشْ إنّ الحياة قصيدةٌ
ثوريّةٌ أو موقفٌ مشكورُ
عامر السعيدي
تعليقات
إرسال تعليق