القائمة الرئيسية

الصفحات

"(رمة)قرية أبطال اليمن وشجعانها"

أصداء نيوز - حميد الرقيمي

قبل أشهر تابع الجميع سير المعارك التي خاضها أبناء قرية رمة ضد عصابات الحوثي وصالح ، تابعنا مدى القوة التي تكسرت على جوانبها حشود العصابات يوماً بعد آخر.كانت كل الأعين حينها متسمرة على تلك البقعة العالية الشامخة، كانت كل الأصوات تحمل قرية رمة بكل فخر وإعتزاز، ناتج الصمود الخارق للعادة أمام قوات العصابات الثقيلة، التي ذهبت بالتصريحات النارية ضد أبناء القرية حتى خيل لمن لا يعرفها بإنها توازي مدينة ذات موقع استراتيجي، وليس مجموعة منازل يسكنها بنسبة 40% أناس طاعنين بالسن.

لم يأتي كل هذا من فراغ، ولم تكن صيحات الأوغاد المترامية من شعاب البقاع المحيطة بالقرية إلا دليل قاطع على كمية الأوجاع التي كانت تخلفها صفعات رجال رمة وأبطالها.
مع كل صفعة تنهال على العصابات كانت القذائف تمطر منازل القرية ووديانها، دونما رحمة كانت الصواريخ تسقط على أجساد النساء التي تحولت إلى أشلاء، تهوي على ضحكات الأطفال التي ضاعت وسط صيحات الأمهات ومناجاتهن.

عاشت القرية الصغيرة، مرحلة صعبة جداً لم تعشها أي قرية أخرى من قرى الجمهورية اليمنية، قرية ظلت محاطة بالقناصة والقتلة المجرمين على مدى أشهر سوداء ودموية، ومع هذا لم يهرب الشايب المسن
من المواجهة، ولم يتعذّر الشاب الحالم من القفز إلى عمق المعركة، حيث النيران المتصاعدة والقذائف المتساقطة.

كان يعلم جميع الأبناء قيمة المواجهة، وضربية الوقوف في وجه المستبد، ومع ذلك شُمرت السواعد وتسابقت الأقدام على متارس القتال دون تردد.

شكّلت القرية العظيمة بصمود رجالها وثبات أبطالها، عقبة عتيدة أمام طموحات العصابات المتوافدة من كل ألاماكن والبقاع دون توقف، حتى أن الإعلام التابع لها بذل جهود جبارة في تحفيز المقاتلين على أجتياح القرية، غير أن أصوات الرجال الشجعان كانت أعتد وأشد قوة.

جثث تمددت على الشعاب، صيحات سيطرت على الهوّات الشاسعة العميقة، ونزيف غير منقطع سال من أجساد العصابات القاتلة.
كانت العصابات تتساقط على أبوابها يابسة كأوراق الخريف، تضيع في عمق شعابها باحثة عن ثقوب النجاة ومنافذ الهروب.

بعد الأيام الساخنة الملتهبة، التي حملتها البقاع المحيطة بالقرية، تمكّنت العصابات من دخولها.

بعد الأسابيع العنيفة النارية، التي شهدتها الأشجار والعصافير وسماء الله العالية، تمكّنت العصابات من الرقص والفرح كما لو إنها أجتاحت جمهورية واسقطت نظام.

بعد أشهر من الحكايات العظيمة والتفاصيل المجيدة، التي كتبتها سواعد الأبطال العظام ، ونحتتها أرواحهم الصلبة العتيدة، تمكنت العصابات المخنوقة من التنفس.

منذ البداية كان الجميع يتوقع دخول العصابات ، لأسباب عدة، لكن الجميع لم يكن يتوقع ضراوة وعنفوان الأبطال ومدة صمودهم التي تجاوزت حد المنطق والمعقول.

دخلوها بنصف أرواح، نصف أجساد، ونصف حياة ، بعد أن جردهم الأبطال من قواهم التي تباهت الحشود بها، وزحفت قاصدة المواقع والمنازل والوديان.

مئات التجاوزات طالت المواطنين بعد دخول العصابات، ثمنًا باهضا دفعته القرية في كتابة تاريخ سيظل يضاهي جبل ناصة شموخاً وثبات.

غادرت الأُسر القرية العظيمة، وثبّت رجالها أقدامهم على مواقع الجبهة الغربية ومازالوا حتى اللحظة بكل فخر وإعتزاز.

أسرة واحدة ، قدمت أكثر من عشرة شهداء وعشرات الجرحى، ملفات عدة سالت على صفحاتها دماء الأبطال حمراء وملتهبة.

عشرات الشهداء والجرحى، في سبيل الجهمورية والوحدة اليمنية ، علاوة على ذلك الأسرى القابعين في سجون العصابات، كل تلك التضحيات خرجت من رحم القرية العظيمة "رمة".

مرحلة زمنية، نحتها رجال القرية على صخور البلد، بكل عزيمة وقوة، ستظل خالدة في تاريخنا المشرّف العظيمة.

لن ننسى ذلك المجد، وتلك العظمة يارجال رمة والوطن الكبير.

ردرود الأفعال:

تعليقات