المشاهد—مجاهد حمود سعد- تعز—خاص:
لم يكن ضحايا الحرب من المدنيين قتلى اوجرحى فقط بل كان لها ضحايا آخرين لم تتناولهم وسائل الإعلام المرئية او المسموعة إنهم المصابون بالمرض النفسي الناتج عن الحرب وتبعاتها السلبيه على المجتمعات ومنهم الاطفال والمراهقين والشباب .
منذ العام ٢٠١٤م شهد الوضع في اليمن تراجعا وترديا كبيرا وصل ذروته بعد الإنقلاب الحوثي على السلطة في اليمن وشرعية الرئيس هادي ، كان للحرب آثارا بالغه حيث تجر الحروب عادة الدمار للإنسان من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ويتأثر الإنسان بها كثيراً فقد تشعره بالعجز وعدم القدرة على العمل.. وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية لديه تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله فيكون عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه متأثر بالعديد من الإحاطات التي تورثها كوارث الحروب.
الحروب وآثارها النفسية على المجتمع
وتسبب الحروب العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية على الأفراد، وقد تجر هذه الأمراض النفسية أمراض جسمية فتصيب شريحة كبيرة من الناس وهذا ما حدث في الكثير من المجتمعات ومنها اليمن ، فزاد عدد المصابين بالاكتئاب والقلق وأمراض القلب وغيرها.
محافظة تعز تشهد حربا شرسة بين الانقلابيين الحوثيين والجيش الوطني والمقاومه الشعبيه عامان والحرب مازالت مستمره . كان لها تبعات سلبية في المجتمع منها الامراض النفسيه والعيقليه التي اخذت مستوى مرتفع في عدد الحالات المصابه بشكل كبير واكثر المصابين من الشباب والاطفال
أثر الحرب على نفسية الاطفال و المراهقين
ويقول الدكتور /”طالب غاشم المحمدي” إستشاري الامراض النفسية والعصبيه بأن التأثير الأكبر لما يجري من العنف الذي يدور في واقعنا إنما يتجلى على الأطفال والمراهقين. حيث إن الطفل يختزن في خياله مشاهد العنف والعدائية، والتي قد تنعكس على واقعه بأعمال عدائية ناتجة عن أزمة نفسية نتيجة خوفه مما يراه من مشاهد قد تؤدي به إلى انطواء على الذات.
مضيفاً بأن المراهقين والشباب فيقع التأثير الأكبر للحرب عليهم سلبيًا على الصعيد السلوكي، حيث إن المراهق يعايش مرحلة الثورة والانقلاب على الواقع وبالتالي فان الحرب قد تزوده بصورة مشوهة عن الثورة المنشودة. فيتماثل بعض المراهقين الأكثر تأثرًا مع مشاهد العنف التي يعتبرونها رمزًا للقوة والثورة، عدا عن بعض الاضطرابات في السلوك كالاتجاه نحو الشجار أو السرقة غير المبررين تعبيرًا عن رفض السلطة. وبالمقابل يمكن أن يميل البعض الآخر إلى أن يكون أكثر تعاطفًا وانفتاحًا مع الغير وتفهمًا للمشاكل. والشباب يصتدم بواقع ينعكس على كل طموحاته واهدافة التي يرسمها لبناء مستقبله وسرعان ماتكون ردة الفعل سلبية ينتج عنها الإحباط و العديد من الامراض النفسية كالاكتئاب والوساوس القهريه التي تنتج عن التفكير المتزايد .
محافظة تعز إرتفاع في عدد الحالات المصابة بأمراض نفسيه
تحتل محافظة تعز المرتبة الاولى من حيث عدد المصابين بالأمراض النفسية نتيجة الحرب المستمرة لاكثر من عامين حيث يتفاقم الوضع الصحي بصورة متزايدة خاصة الحالات المصابة بالامراض النفسية .
نتيجة الحرب وإغلاق المركز الصحي للامراض النفسيه المعروف بالمصحة في مدينة النور وغياب الكادر الصحي المتخصص وعدم الاهتمام بهذا الجانب من الحكومة الشرعية
كما أن تردي الاوضاع الاقتصاديه وانعدام فرص العمل وإنقطاع المرتبات كان لها اثر سلبيا على كثير من شريحة المجتمع المدني في المحافظة .
” فيصل” مرافق لاحد المرضى عبر عن وجهة نظرة عن بعض الاخطاء التي عادة ً ما تصاحب ممارسات العلاج النفسي بقوله
، أن معظم الأخطاء الجسيمة التي تصاحب ممارسات العلاج النفسي لا تعود إلى مجرد حداثة هذا المجال وشحّ الإمكانات، كما يزعم المسؤولون، بل تتعداها إلى أسباب تتصل بكفاءة المشتغلين في هذا القطاع وأساليب عملهم، إضافة إلى تأثير نظرة المجتمع إلى المرض النفسي في عمل المؤسسات الطبية التي تعنى به.
وثمة بين المعالجين من ينطلق من معتقدات دينية، مثل الكفر والإيمان، لتفسير المرض النفسي. ولا يستطيع المرء أن يغفل وجود «اضطرابات» شخصية مثل الصراخ والتوتر الحركي، عند بعض المعالجين النفسيين ومعاونيهم! والأرجح أن تضاؤل فرص المريض في الحصول على الشفاء، تُساهِم فيها اختلالات مهنية أيضاً.
مستطرداً ان المعوقات والصعوبات التي تواجه المريض اولها إغلاق المصحة النفسيه في تعز ” مدينه النور ” بسبب الحرب والتي مازالت مغلقه حتى اللحظة مما ضاعف الصعوبات في استمرار او مواصله تلقي العلاج لبعض المرضى لما كانت تقدمة من خدمات مجانية و اسعار رمزيه وماتقدمة من ادويه مجانية للمرضى مقارنه بالعيادات التخصصيه وإرتفاع اسعار الادويه في الصيدليات وتوقف الدعم الحكومي ايضا شكل بعض الصعوبات امام المرضى في ظل الوضع الاقتصادي الحالي بعد انقطاع المرتبات وفرص العمل ،
ويختتم الدكتور طالب غشام المحمدي حديثة تفعيل مؤسسات الدوله وعودة النظام والقانون لليمن ومحافظة تعز بصورة رئيسيه من خلال إعادة فتح مستشفى الامراض النفسية ودعم هذة الفئة المظلومة التي لم تلقى اي اهتمام من اي جانب حكومي او خاص والذين لم يتركوا اي جانب إنساني إلا وتاجروا فيه . لذا الحلول تتوقف على الدعم الحكومي لهذه المراكز والمصحات الذي نأمل أن يتم النظر في هذة المعضلة من جانب الحكومة الشرعيه ممثله بمكتب الصحة في تعز وادارة السلطة المحليه.
تعليقات
إرسال تعليق