المشاهد -مجاهد حمود سعد –خاص:
مع بدء امتحانات النصف الدراسي الاول للمرحلتين الاساسيه. والثانويه للعام الدراسي الجديد٢٠١٧-٢٠١٨م ، تزداد مخاوف الطلاب في بعض مدارس مديرية شرعب الرونه من كيفية الإجابة على أوراق الإمتحانات التي يقبلون عليها قبل استلامهم لمناهج الدراسة، حيث لم يستلموا حتى كتاباً واحداً منذ بداية العام.
"عمار حمود" طالب في الصف السادس الابتدائي بمدرسة الشهيد ياسين عبد الماجد (وادي الماء ) تحدث" للـمشاهد " ( منذ بداية العام الدراسي الحالي وغالبية الطلاب يدرسون دون ان يتسلموا أي كتاب من المنهج الدراسي في المدرسة ، غير أن البعض يملك بعض الكتب والتي يحصلون عليها من أصدقائهم . لو يقومون بشرائها من الارصفة التي تباع عليها في تعز وصنعاء
يستطرد عمار حديثة . نحن الان على موعد الامتحانات النصفية للعام الدراسي الجديد ولكني لا املك اية كتاب مدرسي غير القرآن الكريم والذي حصلت علية في المنزل من بقايا كتب اخي الاكبر مني
وبحيرة يتسائل :
يوم واحد يتبقى لبداية الدراسة في النصف الثاني من العام الدراسي بعد ان تمت الامتحانات النصفيه ولا اعرف كيف سيكون مصيرنا في النتائج . ويقول : حتى لو حصل ونجحنا ، فنحن بحقيقة الامر لم نستفد اية معلومه ولم نعرف شي وهذا سيشكل عائقاً لنا بالمستقبل وتحديدا عند وصولونا الى الجامعة وهي من ستحدد مصيرنا المجهول باختبارات القبول التي تحدد وتقيم مستوى الطالب في المعرفه.
لم يكن إنعدام الكتاب المدرسي وحده هو الإشكالية التي تواجه الطلاب . بل غياب بعض المدرسين بسبب انقطاع الرواتب وذهابهم للعمل لكسب لقمة العيش
تضاعف مأسآة الطالب وتضع أكثر من علامة استفهام على مستقبلهم ، وإلى اين تأخذهم الأقدار في ظل ضبابية المشهد الحالي؟.
مدير مكتب التربيه بمديريه (شرعب الرونه) الاستاذ فؤاد محفوظ اوجز "للمشاهد " عن هذة الإشكالية المتمثلة بعدم توفير الكتاب المدرسي للمدارس في المديريه بقوله:- مشكلة العجز في الكتاب المدرسي او انعدامه كماقلت ليست في مدرسة او مديرية بذاتها بل في معظم مدارس الجمهورية ومديرياتها ويرجع السبب الرئيسي الى الاوضاع والظروف التي تعيشها البلاد التي اعاقت استمرار مطابع الكتاب المدرسي
وكيل مدرسة الشهيد ياسين عبد الماجد الاستاذ
حزام حميد بين أن آخر دفعة تم استلامها للمدرسة من المركز التابع لمديرية الرونه كان قبل عامين ، ولبعض الكتب في بعض المواد من المنهج الدراسي للمرحلتين الاساسية والثانويه وليس كلها، معيداً السبب إلى عدم توفرها بمركز المديرية .
لم ينحصر غياب الكتاب المدرسي على مدرسة واحدة بعينها في شرعب الرونه ، فجميع المدارس بالمديرية ، كما افاد مدير المركز "محفوظ" تعاني نفس المشكلة ، لنفس السبب الذي أشار له سابقا .
ويشكك الكثير من التربيوين من الرواية الرسمية لمكتب التربية ، حيث أن انتشار الكتاب المدرسي في الأسواق وعرضها للبيع في المكتبات والأرصفة في المدن التي تسيطر عليها جماعة الحوثي ، يؤكد على حجم الفساد وعملية التلاعب بمستقبل الأجيال ، فميدان التحرير في صنعاء ، شأنها شأن مدن أخرى ، تزدان أرصفته بالكتب المدرسية المعروضة للبيع في عملية متاجرة مكشوفة تسمح لبعض الطلاب الميسورين من شرائها دون المعوزين الذين تظل أعينهم تترقب اللحظة التي ستقوم فيها إدارة التربية بمسؤولياتها تجاههم ، كحق تفرضه مبادئ المواطنة .
ويرى آخرون أن هناك معوقات من مكتب التربية في المديرية تتمثل في احتكار الكتب ومن ثم تسليمها لبعض المدارس مقابل عائد مالي يصل الى 7000ريال يمني ، حسب ما اكدة الاستاذ /ابراهيم .
وتعد مشكلة غياب المناهج الدراسية واحدة من عدة مشاكل يعاني منها قطاع التعليم في اليمن تعكس نفسها على الطالب والعملية التعليمية برمتها التي تعيش أسوأ حالاتها منذ عقود .
وعن الاسباب التي ادت الى ضعف العملية التعليمية
في المديرية والمحافظات الاخرى ، يجزم الاستاذ / عبد الواحد احمد بأن هناك اسباب عِده واهمها
"غياب بعض المدرسين وعدم توفر ألكتاب المدرسي وعدم كفاية ما توفر منها ، حيث يجتمع أربعة طلاب على كتاب واحد في بعض المواد ، إضافة إلى عزوف الطلاب عن الدراسة كمحصلة لذلك ونتيجة للظروف العامة والإقتصادية بشكل خاص التي تعيشها البلد جراء الحرب الدائرة . خاصة في بعض العزل النائية في المديرية ك حلية ، والاحطوب ، والزراري..
إلى جانب ما ذكر من أسباب لضعف العملية التعليمية في شرعب الرونة ، يعتقد الأستاذ أمين فرحان ، وكيل مدرسة سمية للبنات أن الحزبية تتحمل جزءا كبيرا من تلك المسؤولية بإخضاع عملية التعليم للإستقطاب الحزبي الذي يأتي دائما على حساب الجودة ، ويستدل بما شهده القطاع من تفريغ لعدد من الكوادر والتخصصات تحت مبرر التفرغ للتوجيه التربوي الذي أصبح عبئا على العملية أكثر منه فائده
ويحذر مراقبون من انهيار التعليم في المديريات والارياف التي تبعد عن المدينة إذا إستمر الوضع على هذا الحال من غياب المدرسين وعدم توفر ألكتاب المدرسي وحالة اللامبالاة من قبل الجهات المسؤولة
وفي محاولة لتلمس جوانب الحلول والمعالجات الممكنة والخاصة باستئناف عملية التعليم على نحو أفضل، يشير الاستاذ / امين فرحان إلى أهمية تسليم المرتبات بشكل منتظم إبتداءا ، مؤكدا على أهمية وجود قيادة تربوية مسؤولة ونزيهة تعيد هيكلة الادارات التربوية علي اسس صحيحة تسمح للكفاءات العلمية والتربوية بالظهور بعيدا عن ممارسات التسييس التي تنخر المؤسسة ، فضلا عن أهمية تفعيل الجهاز الرقابي وإرساء مبدأ الثواب والعقاب ، وفقا لفرحان .
يذكر أن تقارير صحفية عدة كانت قد أشارت إلى اعتزام جماعة الحوثي طباعة نسخة جديدة من المناهج تتضمن إشارات وعبارات وإيحاءات طائفية سبق للجماعة العمل على تكريسها في أكثر من وسيلة ومنبر تربوي وتعليمي منذ استولت على السلطة نهاية 2014 م .
ويمتنع أغلب المدرسين عن أداء واجبهم في التدريس في المدارس الخاضعة لسلطة الحوثي بسبب عدم صرفها رواتبهم الموقوفة منذ أكثر من عام ، في وقت تهددهم وزارة التربية والتعليم التابعة للجماعة في صنعاء باستبدالهم بمتطوعين مالم يقوموا يستجيبوا لنداءاتها بفتح المدارس ، حسب ما تم تداوله مطلع العام الدراسي ، ووفقا لتصريحات مسؤولين في الوزارة .
ويشكوا كثير من الطلاب في مناطق شمال الشمال من إجبارهم على الإلتحقاق بجبهات القتال لمواجهة القوات الحكومية ، الأمر الذي دفع بمنظمات دولية إلى إدانة تلك الممارسات ودعوة جماعة الحوثي إلى التوقف عنها لما تمثله من انتهاك وجرائم بحق الطفولة .
تعليقات
إرسال تعليق