القائمة الرئيسية

الصفحات

تعز: أسواق شهدت ركوداً وأخرى انتعشت بسبب حصار المدينة

تعز – مجاهد حمود :

يشكو أحمد محمد سعيد، مالك أحد المحلات التجارية (بيع جمله)، في سوق سقم مديرية مقبنة الواقع غرب محافظة تعز، من رداءة العمل وتراجع النشاط التجاري فيه نتيجة الأحداث الواقعة في مديرية حيس، وإغلاق منافذ مدينة تعز.
يقول أحمد لـ”المشاهد”: “منذ عامين والسوق يشهد تراجعاً كبيراً في عملية النشاط التجاري، حتى إنه وصل البعض من التجار إلى إغلاق محلاتهم التجارية”، محذراً من استمرار الصراع وإغلاق الكثير من المحلات والأسواق في المناطق التي تتوسع فيها رقعة المواجهات، والتي توحي بكارثة إنسانية تشمل جميع الجوانب، ابرزها الجانب الاقتصادي.

تضرر المواطنين

الاسواق فارغة جراء من الحصار والحرب في تعز
ويرى المواطن يحيى قائد، أن تراجع النشاط التجاري في السوق يرجع إلى عدة أسباب، أهمها الحرب الدائرة في حيس بالقرب منها، ونزوح البعض من الأهالي خوفاً من وصول المعارك إليهم، إضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وتحول البعض للتسوق في مدينة هجدة الواقعة جنوب شرق مديرية مقبنة، والتي شهدت انتعاشاً غير مسبوق نتيجة إغلاق المنافذ لمدينة تعز التي كان يرتادها المواطنون لشراء احتياجاتهم، وهذا ما ترك أثراً بالغاً في العملية الاقتصادية، ادى إلى ركود مخيف، نتج عنه تسريح بعض العاملين من أبناء المنطقة من أعمالهم، كما شهد سوق خميس الفيوش بمنطقة الأمجود بمديرية شرعب السلام، تراجعاً كبيراً، حسب ما اكده عبدالله صالح علي، أحد موزعي الكعك في تعز.
ويرى إبراهيم محمد، أحد المواطنين في مدينة تعز، أن هناك أسواقاً شهدت انتكاسة وركوداً كبيرين بسبب الحرب والاشتباكات القريبة منها، مثل سوق الزنقل والأشبط.
سوق الزنقل القريب من الدفاع الجوي، عندما تقع هجمة من جانب جماعة الحوثي، يصبح مكاناً خطراً، لأنه في الاتجاه المقابل، وقد تعرض الكثير من مرتادي السوق للإصابة جراء هذه الاشتباكات.

مناطق انتعشت تجارياً

لكن هناك مناطق وأسواقاً شهدت انتعاشاً اقتصادياً كبيراً وحضوراً غير مسبوق نتيجة إغلاق منافذ مدينة تعز، فأصبحت متنفساً وحيداً يرتاده المواطنون.
سوق هجدة أصبح ملتقى لمديريتي مقبنة وشرعب الرونة، مما جعله ينتعش بشكل كبير.
مروان صالح يعمل في أحد المخابز بسوق هجدة، تحدث لـ”المشاهد”، قائلاً: “منذ 3 أعوام وسوق هجدة يشهد زخماً كبيراً بعد إغلاق منفذ مدينة تعز الذي يمر من مفرق شرعب وصولاً لمنطقة بئر باشا، لجأ كثير من التجار من مديرية مقبنة، التي تعد أكبر مديرية في المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان، إلى هجدة للتسوق”.
ويستطر مروان بالقول: “أصبح هناك فرص عمل للكثير من أبناء المنطقة، يرفدون بمردودهم المالي أسرهم وعائلاتهم، وأنا واحد من الكثير”.
وشهد سوق مديرية شرعب الرونة مركز المديرية، نهضة كبيرة، كما يقول نجيب سعيد، مالك أحد محلات الإكسسوار في السوق، مضيفاً أن من أسباب الانتعاش والحركة في السوق، إغلاق منفذ المدينة الذي يمر بمفرق شرعب، وطول مسافة الطريق الوعرة الموصلة إلى المدينة، جعل الناس يلجؤون إلى هذا السوق، خاصة أبناء المديرية، مشيراً إلى أن هناك سوقاً آخر في المديرية، هو سوق الحرية، ولكن بعد أن شهد اشتباكات بين أطراف متصارعة استمرت قرابة 4 أشهر، تراجعت الحركة التجارية فيه، وتحولت إلى سوق الأحد بمركز مديرية شرعب.

تحدي المعوقات

الخبير الاقتصادي مصطفى نصر صرح لـ”المشاهد” بقوله: “كانت نتائج الحرب كارثية على الاقتصاد اليمني بصورة عامة، وجزء من هذه الخسائر تكبدها القطاع الخاص، وللأسف لم يكن هناك نظام تأميني قوي يعوض القطاع الخاص وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة للنهوض من جديد. لكن أيضاً كشفت الحرب أن المواطن اليمني لا يستسلم لليأس، لذا نجد أن أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وكذلك المؤسسات الكبيرة عملت جاهدة على عدم التوقف عن النشاط، والبحث عن بدائل لتمويل نشاطها والاستمرار، فعلى سبيل المثال في المدن التي شهدت صراعاً مسلحاً لجأ الكثير من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى الانتقال إلى الأسواق الثانوية البديلة، ففي تعز مثلاً انتعشت الكثير من الأسواق الثانوية، لاسيما أسواق الريف، وهذه خطوة إيجابية تعكس روح التحدي لدى المواطن اليمني”، مضيفاً أنه يجب على الحكومة وكافة المنظمات الدولية المعنية أن تركز على هذه الجزئية من أجل دعمها، بحيث لا تصبح المدن هي الحاضن الرئيسي لكافة المشروعات، بل الانتقال إلى تنمية اقتصاد الريف والمدن الثانوية، وأن تقوم بدعم استمراريتها وتوصيل الخدمات الضرورية لها.
يجب إعادة النظر في سياسة الدعم الإغاثي والإنساني، ليتحول إلى دعم منتج ومشجع لتلك المشروعات والأسواق، بحيث نخفف من كارثة الحرب في البلد، وفق ما يقول نصر.

ردرود الأفعال:

تعليقات