القائمة الرئيسية

الصفحات

الكتاب المدرسي.. غياب في المدارس وحضور بالسوق السوداء

تعز -مجاهد حمود:

رغم مرور أكثر من شهر على بدء العام الدراسي في محافظة تعز، إلا أن الطالب في الصف السابع أساسي عمار حمود، لايزال يبذل كل جهوده بحثاً عن كتب مدرسية، بعد انعدامها كلياً في مدارس ريف مديرية شرعب الرونة شمال محافظة تعز، وغيرها من المديريات.
ويقول عمار لـ”المشاهد”: “ما زلت أبحث عن منهج، ولا أدري من أين سأحصل عليه، فهذا العام مختلف تماماً عن العام الماضي الذي وجدت فيه بعض الكتب في منازل الجيران من بقايا أعوام مضت، ونصفها ممزقة، ولا أعرف ما الحل؟”.
وتشتكي شيماء إسماعيل، الطالبة في الصف السادس أساسي، بمدرسة عائشة، لـ”المشاهد”، من عدم توافر الكتب في مدرستها.
مديرة مدرسة عائشة بمنطقة بئر باشا بمديرية المظفر بمدينة تعز، لطيفة هزاع، تؤكد لـ”المشاهد” بوجود عجز كبير بالكتاب المدرسي، يصل إلى 60% لجميع الكتب، خاصة منهج الصفين السادس والخامس، مشيرة إلى أن مشكلة انعدام المنهج الدراسي لا تقتصر على جانب واحد شرعية أو حوثي، بل هناك عجز ونقص ضحيته الطالب والمدرس، بل العملية التعليمية برمتها.
عمار وشيماء وغيرهما الكثير من الطلاب في محافظة تعز وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الشرعية أو تحت سيطرة الحوثي، يواجهون مهمة شاقة لحل المشكلة بتأمين جميع مناهجهم الدراسية في ظل انعدام الكتاب المدرسي بشكل شبه كلي في اليمن التي تعيش ازمة سياسية معقدة وانقساماً داخلياً وحرباً تمددت آثارها إلى العملية التعليمية.

مدارس بدون كتب

تعاني 1447 مدرسة في محافظة تعز، من تأخر وصول الكتاب المدرسي إليها، رغم بدء العام الدراسي في سبتمبر الماضي.
وأكد مدير مخازن الكتاب المدرسي بمكتب التربية في محافظة تعز في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية، عبدالله الحمادي، لـ”المشاهد” أن إدارة المخازن للكتاب المدرسي تشهد عجزاً كبيراً لعدم توفر أغلب المواد في المنهج، وأن ما يتوفر هو منهج (أول وثاني وثالث أساسي)، مشيراً إلى أن ما وصل من كتب دراسية من عدن (جنوب اليمن)، أول العام، هو منهج أول وثاني أساسي، وكتب مادتين للصف الثالث أساسي.
لكن مصدراً بمكتب التربية في تعز الواقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين، قال لـ”المشاهد” إن الحرب الدائرة في اليمن من قبل ما سماه العدوان السعودي، تسببت في المشكلة، مضيفاً أن الوزارة تعمل جاهدة لتوفير أجزاء من المنهج الدراسي، وستتم معالجة الموضوع، حسب قوله.

انفوجرافيك يلخص الوضع التعليمي في محافظة تعز
وأشار إلى أن بعض المواد للصفوف الأخرى التي كانت في المخازن، تم توزيعها على المدارس في المديريات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، محملاً الحكومة مسؤولية العجز الكبير في الكتاب المدرسي.
ويشكو التربوي أحمد عبد القادر، من المتاعب والأعباء التي تقع على عاتقه كمسؤول عن الطلاب، بقوله: غياب المنهج صعوبة نواجهها في التحضير للدروس، أولاً، وأكثر ما يعانيه الطلاب من حيث المذاكرة واسترجاع الدروس في المنزل، مؤكداً أن كل الدروس تتم كتابتها على السبورة، ولكن هذا ليس بديلاً عن الكتاب، مشيراً إلى أن المعلمين يواجهون صعوبة في تدريس الصفوف الأولى الأساسية بدون المنهج الدراسي، داعياً الجهات المختصة إلى سرعة توفير الكتاب ومعالجة هذه الإشكالية التي تتفاقم عاماً بعد آخر، وتقود جيلاً بأكمله إلى الضياع.

سوق سوداء

يحدث هذا العجز للكتاب المدرسي في المدارس، مع تواجد الكتاب في السوق السوداء في كل مدن اليمن، الأمر الذي يثير تساؤل الطلاب، عن سبب تواجده في السوق وانعدامه في مكاتب التربية المعنية بتوفير الكتب لمدارس الجمهورية.
الحمادي يتسأل كغيره من الناس عن تواجد هذه الكتب المدرسية في السوق السوداء، ومن أين يأتون بها؟ محملاً، في الوقت ذاته، الجهات الأمنية، مسؤولية ذلك.
ويضطر الكثير من أولياء الأمور للتوجه إلى السوق السوداء لشراء كتب دراسية، علهم يسدون العجز الذي يعاني منه أبناؤهم، ومنهم ولي الأمر عبدالعزيز سرحان، الذي أكد لـ”المشاهد” أنه اضطر لشراء 4 مناهج دراسية من صنعاء بمبلغ 400 ريال يمني للكتاب الواحد، حتى لا يبقى انعدام المنهج عائقاً أمام مستقبل أبنائه الأربعة، مضيفاً أن الكثيرين لا يستطيعون دفع مبالغ مالية لشراء الكتاب، لظروفهم الصعبة في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد.

ردرود الأفعال:

تعليقات