حضرموت- خالد بلحاج
بعد إجراء علي المخزومي (55 عامًا)، من مدينة القطن بحضرموت (شرقي اليمن)، فحوصات، قبل عامين، كشف الأطباء وجود قصور في قلبه نتيجة انسداد في الشرايين. حينها قرر الأطباء إجراء عملية قسطرة استكشافية، والخضوع لإجراء عملية دعامات في أسرع وقت. واجهه تحدٍّ جديد، وهو نفقة العلاج، إذ تحتم عليه دفع 2500 دولار أتعاب ومصاريف إجراء عملية الدعامات للقلب.
حار المخزومي عدة أيام محاولًا تدبير المبلغ، كون الأمر ليس بالهيّن، فظروفه المعيشية صعبة، كونه يعول أسرة مكونة من ولد وثلاث بنات ووالدتهم، ولا يوجد لديه دخل سوى راتب تقاعدي لا يتجاوز 350 دولارًا، إضافة الى ما ادخره من جهده اليومي خلال العمل في البيطرة، الذي توقف عند إصابته بالمرض.
ووسط اليأس الذي استبد به، تكفل عمر لكمان، مدير مبادرة “لايزال الخير حيًا لايزال”، بمصاريف العملية والعلاج. وأجريت له العملية بنجاح، وبدأ الألم يزول شيئًا فشيئًا، فكتبت لعلي الحياة من جديد.
الإسهام في علاج 120 حالة مرضية
وتبنت تلك المبادرة 120 حالة، بحسب لكمان، مدير المبادرة التي بدأت تعمل قبل 4 سنوات، بهدف بعث الأمل في نفوس المرضى والمعسرين والمحتاجين.
وانتهجت المبادرة في طريقة عملها نشر المناشدات عبر حساب مديرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعد التأكد من سلامة التقارير الطبية للمريض وحالته المادية، ليتم التجاوب من قبل فاعلي الخير من داخل الوطن والمغتربين، وإيداع المبلغ في حسابه البنكي.
وبدأت الانطلاقة من خلال نشر أول مبادرة لأسرة إيتام بحاجة لبناء منزل، فتم التجاوب من فاعل خير مباشرة، تلتها مناشدة أخرى لمريض، فكانت بداية الطريق للوصول إلى الهدف وقطع طريق الألف ميل.
تجاوز البدايات الصعبة
لم تكن طريق المبادرة سهلة، بل واجهتها صعوبات وتحديات جمة، إذ توجب على مديرها لكمان، كسب ثقة المحسنين، وبفضل الله وتوفيقه نال رضا وثقة المحسنين ورجال الخير، فتجاوز التحديات. “وتوسعت أنشطة المبادرة في كافة الجوانب الإنسانية “الاجتماعية، الصحية، الإغاثية، التعليمية”، كما يقول.
بعد نجاح المناشدتين، توالت المناشدات بتبني علاج عدد من المرضى خارج الوطن في الأردن ومصر والهند، بعد ذلك أوقفت المبادرة العلاج في الخارج، وركزت على العمليات داخل حضرموت في أمراض القلب والأورام والنساء والولادة وأمراض الأنف والأذن والحنجرة والعيون وأمراض الكلى، بحسب لكمان.
وبعد مضي نحو 4 سنوات من عمرها، أدخلت المبادرة البسمة والسرور لحالات مرضية كانت مستعصية على ذوي الدخل المحدود والفقراء، إذ أسهمت في علاج 120 حالة مرضية، منها 60 عملية تراوحت تكلفة العملية الواحدة بين 50 دولارًا إلى 2500 دولار، وتنوعت حالاتهم بين أمراض القلب، الأورام، النساء والولادة، الأنف والأذن والحنجرة والعيون، وأمراض الكلى، بمساهمة من المتبرعين والداعمين.
توفير الأدوية
ولم تقف المبادرة في عملها الإنساني عند ذلك الحد، بل تكفلت بتقديم العلاج اللازم وصرف الأدوية من الصيدليات لـ30 حالة، بمبلغ شهري 20 ألف ريال يمني لكل حالة ولمدة عامًا كاملًا. إضافة إلى ذلك، كان للمبادرة شراكات عمل مع عدد من الأطباء لتخفيض قيمة العلاج للمرضى عبر المبادرة، وكذا المخيمات الطبية من خلال إجراء عمليات مجانية.
وأسهمت المبادرة أيضًا في أعمال إنسانية مجتمعية وتعليمية من خلال تقديم السلال الغذائية للمحتاجين، وتقديم الدعم لطلاب العلم من أبناء المنطقة.
……………
ملاحظة:
أنجزت هذه المادة ضمن إطار برنامج تدريب ضم صحافيين من مؤسسات إعلامية يمنية، من
تنظيم “أوان”، وبدعم من منظمة “دعم الإعلام الدولي”
المادة منقولة من موقع المشاهد نت كما هي عليه
للقرائة من المصدر
تعليقات
إرسال تعليق