تعز - مجاهد حمود :
تستيقظ الستينية " ام حسام" كل صباح للذهاب لعملها في احدى المدارس الأهلية بصينة وسط مدينة تعز للإنفاق على عائلتها المكونة من 4 أفراد.
تقول ام حسام للمشاهد اعمل منذ خمسة أعوام في هذه المدرسة بعد اصابة ابني الكبير " حسام" في عموده الفقري وهو يعمل في "مناقيف الأحجار" أثناء سقوط احد الأحجار عليه فتحملت هذا العبء لأنفق علية وعلى اولاده الثلاثة .
وتستطرد حديثها هو الأن في حال جيد يستطيع المشي والخروج ولكنه لا يستطيع العمل .
فاقمت الحرب المستمرة سبعة أعوام في اليمن الأوضاع المعيشية لدى شريحة كبيرة من المجتمع ولكن الفئات الأشد ضعفاً هي الأكثر وجعاً ومعاناه "أم حسام " ربة أسرة وهي واحدة من " 41989 " أسرة تعولها نساء من اجمالي عدد الاسر النازحة في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.
اكثر من 547,922 حالة ضعف من اجمالي النازحين
قالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين ان اجمالي عدد الحالات الاشد ضعفا بين النازحين بلغت "547,922" حالة منها " 472,993, حالة تعيش في مخيمات للنازحين و " 749,29" حالة تعيش في منازل .
وبلغ إجمالي حالات الضعف للنازحین في المخيمات والمنازل ( 547941 ) حالة ضعف بنسبة % 19 من اجمالي النازحون منهم " 472993 وبنسبة % 19.73 في المنازل. , و "74948 حالة ضعف وبنسبة % 19 في المخيمات إضافة الى ( 15844 ) أسرة من ھما (( 12560 أسرة یعولھا اطفال ذكور و ( 3104 ) أسرة یعولھا طفل (انثى)
بينما بلغ عدد الأسر في المخيمات التي یعولھا أطفال (كأرباب أسر) 2482 أسرة منھا 1990 أسرة یعولھا طفل ذكر ،و 492 أسرة یعولھا تعولھا طفل (انثى) و( 41989 ) أسرة بما یمثل % 10 من إجمالي الأسر تعولھا امرأة.كما أن (5563) طفل من النازحين في المنازل والمخمات غیر مصحوبون بذویھم
إنفوجرافيك يوضح الحالات الأشد ضعفا بين النازحين
بين برد الشتاء وحر الصيف
تعيش مئات الأسر في ظروف صعبة لا يلائمها برد الشتاء ولا تقوى أجسادهم على حر الصيف يتحدث "هُنأ" الأربعيني محمود سيف احد النازحين في وادي البركاني جنوب تعز " لـ"المشاهد" نعيش في مخيمات بقلق دائم بين خيام لا تقي حرارة الصيف ولا تقوى على برد الشتاء , ففي موسم الامطار نغرق بالمياه والأمراض وفي الشتاء يقتلنا البرد , نحن في كل الحالات نعاني ولا سبيل لذلك سوى إيقاف الحرب وعودة السلام .
الأطفال وكبار السن
يضاعف فصل الشتاء من معاناة النازحين ببدء مرحلة جديدة من المعاناة خاصة من قذفتهم أمواج الحرب من منازلهم الى الخيام والأطفال والشيوخ اكثر الضحايا فأجسادهم الضعيفة لا تقوى على مقاومة البرد والصقيع في خيام رثة تنعدم فيها أبسط الخدمات ووسائل الوقاية للبرد .
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين افادت للمشاهد بأن إجمالي المصابون بأمراض مزمنة بلغ عددهم "77,406" من اجمالي النازحين في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية. وأضافت بأن "1,967" اسرة تعيش في الهوا الطلق و " 5,449" أسرة تعيش في مبنى مكتمل إضافة الى 5,870" أسرة تعيش في مبنى غير مكتمل وهناك "37,567" أسرة تعيش في مأوى طارئ ومؤقت وكذلك " 19,830" أسرة تعيش في مأوى متنقل وهناك " 3,949" أسرة تعيش في شقق مؤجرة داخل الموقع و "4,036" أسرة مستضافة داخل الموقع .
المرأة والنزوح
اختلاف في المأوى واتفاق في المعاناة
وفي تقييم للظروف الخاصة بالمأوى للنازحين أكدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بأن "49%" من المأوى لا يوفر خصوصية للنازحين و "70%" من المخيمات معرضة للحر والبرد إضافة الى 81%" من المأوى لا تقي النازحين من الرياح والأمطار وكذلك 58%" من المخيمات معرضة للسيول , و"76%" من المخيمات معرضة لمخاطر الحريق .
انفو جـــــــــــــــــــــــــ" يوضح الظروف الخاصة بالمأوى "ـــــــ5ــــــــــــــــــــــــــــرافيك
مخيمات مهددة
وأشارت الدراسة الى ان اجمالي المخيمات والتجمعات في المناطق المحررة بلغت " 1450" مخيم وتجمع منها " 548" مخيم و " 902" تجمع سكاني . منهم "71" مخيم مدعوم في الإدارة وبناء القدرات و"477" غير مدعوم تماما ,َ إضافة الى " 79" مخيم مهدد بالإخلاء و " 26,234" أسرة مهددة بالإخلاء من المنازل بسبب التوتر مع المجتمع يليه " 51,001" أسرة مهددة بالإخلاء بسبب عدم القدرة على دفع إلا جارات .
,
وبينت الدراسة بأن "86" مخيم على أرض تتبع الدولة و 462" مخيم على أراض ملك خاص اضافة الى 477 مخيم بحاجة الى دعم في الادارة وبناء القدرات و "445" مخيم بحاجة الى شريك انساني و " 323" مخيم يحتاج الى تشكيل لجان مجتمعية .
انفوجرافيك يوضح بالتفصيل أوضاع المخيمات والتجمعات للنازحين
وكيل الشؤون الإنسانية "مارتن غرفت" شدد في اجتماع عقد تحت عنوان "اليمن: الاستجابة للأزمات ضمن أكبر أزمة إنسانية في العالم"، على أن الفئات الأكثر ضعفا دائما ما "تتحمل أعلى تكلفة" للأزمة، قال إن النساء أكثر عرضة للجوع أو المرض أو التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع قلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، يناضل الملايين من النازحين داخليا يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة.
وطالبت المفوضية بتوفير مبلغ 271 مليون دولار أمريكي لدعم عملياتها في اليمن خلال عام 2021. مؤكدة بأنها لم تتسلم سوى ستة في المائة من هذا المبلغ حتى الآن مشيرة الى أنها قد تضطر إلى تخفيض عدد الأشخاص المتلقين للمساعدات إلى حد كبير، وهو ما قد تترتب عليه عواقب جسيمة على الأطفال والنساء والأشخاص الآخرين من الفئات الأكثر ضعفاً.
تعليقات
إرسال تعليق