تعز - مجاهد حمود :
في ليلة فرائحيه
أبهجت كل اليمنيين وجمعت كل شتاتهم المتبعثر, يوم الخميس الموافق 10 من شهر مارس جمعت
اليمنيين سمفونيات اللحن الخالد عزفت على اوتار القلوب وجمعت اشلاء اليمن الممزق في
جسد واحد من أقصاه الى أقصاه فعانقت فيه جبال صنعاء سواحل حضرموت وامتزج حناء عدن
بكف تعز ولون سحر الدان عروس البحر الأحمر وأطرب القنبوس جبل شمسان , وتراقصت السهول مع الجبال وغنى
البحر طرباً بالبالة الصنعانية , وأفرحت العملاقة "فريحة" قلوب كل
اليمنيين .
نغم على ضفاف
النيل بهذا العنوان أقحم المايسترو الشاب محمد القحوم قلوب كل اليمنيين في ولهٍ وهيام , سافر بهم بعيدا عن واقعهم
الأليم المثخن بالجراح الى حيث يجب ان يكونوا , الى الأصالة والتراث والفن
, الى اليمن السعيد التي رسُمت في ابهى
حلل الجمال.
من العاصمة المصرية
القاهرة ومن مسرح دار الاوبرا انطلقت فعالية نغم على ضفاف النيل بقيادة المايسترو محمد القحوم ومشاركة ١٢٠ عازفاً
جمعت فيه اليمن بكل اطيافها على مسرح
واحد.
المايسترو محمد القحوم اشار بأن
كل مقطوعة موسيقية تحكي قصة مختلفة من خلال آلة موسيقية او لون موسيقي او لحن ينتمي
الى منطقة من مناطق اليمن الكبير التي تتميز بالتنوع والعراقة .
إحياء التراث اليمني
مقطوعات موسيقية مزجت بين الجبال والوديان والصحاري والبحار
وقدمت خلال الفعالية 8 مقطوعات موسيقية وكل
مقطوعة لها قصتها وحكايتها فكانت المقطوعة الأولى المعروفة بإسم "
الكاسر" هي مقطوعة مستوحاة من التراث الحضرمي ,
والثانية مقطوعة "الحرب والسلام"
مستوحاة من رقصة العدة الحضرمية
أما المقطوعة الثالثة فهي مستوحاة من الأغنية
الصنعانية " خطر غصن القناء" غناها الفنان حسين محب بعزف الة "القنبوس
الطربي" القديم
وتخللت الفعالية مقطوعة رابعة تعرف بـ "
الفن الينبعاوي البحري " وهو لون غنائي ينحدر من منطقة ينبع السعودية وهو
شائع في سواحل اليمن ومصر عزف فيه الفنان جاسم خير الله " الة السمسمية"
وكانت المقطوعة الخامسة هي مدروف الاصاله وهي
مستوحاه من اللون الغنائي الزربادي
التراثي ويعد من أقدم الفنون التقليدية في وادي حضرموت " الة المدروف"
أدهم الضبيبي"
وقدمت ايضاً في المقطوعة السادسة : أغنية "على مسيري" وهي متداولة
ومعروفة في معظم المحافظات اليمنية عزف
فيها الفنان عبدالله جمعان " الة مزمار" وهي تجمع عدن بتعز والضالع ولحج وحضرموت
وصنعاء واكثر من محافظة يمنية .
أما المقطوعة السابعة "
ليل دان " جمعت بين المزمار
المصري واليمني والربابة المصرية والبالة
الصنعانية والدان الحضرمي
إضافة الى مقطوعة " مزمار
الهبيش" وهي عزف الة المزمار التقليدي ورنين الخلخال
واختتمت الفعالية بمقطوعة وطن والتي عزف فيها
النشيد الوطني بتوزيع موسيقي جديد
أنفوجرافيك يوضح المقاطع الموسيقية التي
شهدتها فعالية نغم يمني على ضفاف النيل
رسائل سلام
وعن الرسائل التي
حملتها فعالية نغم على ضفاف النيل يقول
محمد القحوم هدفنا من هذه الفعالية ان نوصل رسالة للعالم بأننا أهل السلام ، اضافة
بانها تعكس الصورة السيئة التي تشهدها البلاد في ظل الحرب بان هناك صورة جميلة الناس
لم تشوفها عن بلدنا وان هناك شباب يمني موهوب .
وقالت المطربة
العدنية شروق محمد ان هذا الحفل مهم
لجميع اليمنيين حيث يظهر الهوية اليمنية بصورة حديثة ومتجدده.
من جهة ثانية أوضح
عبد الباسط القاعدي . وكيل وزارة الاعلام بأن الحفل يهدف الى تقديم صورة مختلفة عن اليمن صورة السلام والحب والشعب
الذي يتوق الى الحياة متمسكاً بالأمل للوصول الى السلام , مشيرا الى ان هذا العمل جاء
نتيجة جهد وعمل دؤوب منذ ثمانية اشهر .
وأردف ان صورة
اليمن السائدة لدى العالم هي صورة الحرب و اردنا من خلال هذا ان نقول للعالم يوجد في
اليمن شي جميل هو هوية الموسيقى التي تشد الروح وتأخذ بيد الناس الى السلام .
هوية مشتركة
للفن رسالة تحمل في طياتها الكثير من الحب والسلام وهو الأصدق تعبيرا والأكثر نقاء , تراثنا الفني المفقود والمتناثر تحت ركام الحرب بألوانة المختلفة من اللون الغنائي الصنعاني والحضرمي والعدني واللحجي كل هذا بحاجة ماسة بإعادته للواجهة بعيدا عن الحرب وأصوات الر صاص .
تباعدت المناطق الجغرافية وتوحدت القلوب تلاشت الخلافات ودفنت الأحقاد من حضرموت الى صنعاء وعدن من تعز الى المهرة لم يختلف الإطراء والثناء بهذه الفعالية وإن اختلف التعبير كان لمواقع التواصل وهج خاص وبريق يسطع بالحب والسلام تداول فيه الناشطون ارآئهم بصيغ وأساليب مختلفة ولكن الرسالة واحدة.
بنت تهامة
الصحفية "غدير طيره" قالت في منشور لها على صفحتها بالفيسبوك
" والله لو اكتب اليوم واعبر عن احساسي الان واحساس كل اليمنيين وهم يتابعو الحفل من شاشة تلفزيونهم
او هواتفهم او حاضرين الحفل، عمره مايكفي…مازلت مؤمنه ان الموسيقى والرياضة بأستطاعتها
توحيد الشعوب يارب أكتب للشعب
الغلبان الفرحة والسعادة طول عمره ، والله يلعن الحرب والمتحاربين
**
ولكن الكابتن جمال الصبري كان له إطراء خاص قائلاً "عبق التاريخ والحضارة الذي نفتقده ويفتقدنا لم اتمالك نفسي
أمام كل هذا البهاء والحضور الطاغي أمام شجن المايسترو ونشوتهُ أمام كل هذا التنوع
وكل هذه الألوان أمام كل هذا التراث الزاخر أمام طاقة الشباب وتفانيهم من قطعوا مئات
الكيلوميترات ليصلوا وعشرات الساعات ليظهر هذا الابداع عظمة لا توصف شكراً لكم بحجم
كل هذا الفخر والسعادة في عيون اليمنين من شرق اليمن الى غربه ومن شماله الي
جنوبه
الحاجة للموسيقى
الصحفي عبدالرحمن
بن عطية محافظة حضرموت استنكر من لا يتقبلون الموسيقى بقوله
"للي ضجونا بان الوقت مش وقت موسيقى وفن والبلاد تعيش حرب
وأزمات ونكسات! نقول لهم ان أفضل وقت لنشر الفن والموسيقى والإبداع هو في الأوقات الصعبة في
الحرب والأزمات حيث يكون الناس بأمس الحاجة للسلام وللفرح والترويح عن النفس خلوا الناس
تنبسط وتعيش لحظات من الأمل والانس والفخر بما لديهم من فن وثقافة وموروث ومبدعين شباب يكفي أن يطلع خبر
حلو عن بلادنا ومبدعينا، ويشوف العالم اننا مش مجرد خراب ودمار وأزمات، بل اننا قادرين
ان نعيش ونفرح ونفتخر مثلهم من هنا سنتعافى
من جهة اخرى قالت الناشطة رندا الشميري في تعليق لها على صفحتها بالفيسبوك ما كل هذا الجمال الذي صنعته ي قحوم..لاتناغم الأوركسترا مع المزمار.. سحر أخذنا للبعيد
الصحفي " أصيل سارية " محافظة صنعاء قال "فعالية عظيمة ومريحة للنفس لكنها ستكون أروع واعظم عندما تُقام في صنعاء وعدن وتعز ومأرب وحتى صعدة"
أما الصحفية لمياء الشرعبي محافظة تعز فقالت " الفن هو عزاءنا الوحيد، عزاءنا نحن يتامى الوطن، يتامى الأمان، يتامى الراحة،
مضيفة "في آخر معزوفة سمفونية اقشعر جسدي، وانتابتني رغبة شديدة بالبكاء، لا أعلم ما هذا الرابط العجيب بين جسدي وسماع النشيد الوطني، هذا الرابط الذي دومًا يستفز حواسي ومسام جلدي، يستفز قشعريرة القومية اليمنية فيّ، انتمائي للوطن، وصلتي بهذا التراب.
مدير مكتب الثقافة بمحافظة تعز "عبد الخالق سيف " قال عندما تكون موسيقي حقيقي وقائد مبدع لن ترهبك
أي انقطاعات في الصوت وستواصل مع أكثر من 120 عازف وعازفة تقديم مقطوعة الحرب والسلام
المستوحاة من التراث اليمني وهذا مافعله المايسترو #محمد_القحوم
في حفل نغم
يمني على ضفاف النيل والذي تألق وحلق بالتراث اليمني المتنوع والأصيل في مقطوعات ولا
أروع من دار الاوبرا المصرية للأوكسترا اليمنية المصرية .ومن كل قلوبنا له ولكل الطاقم
الكبير الذي ابدع هذه اللوحة الوطنية الشكر الجزيل والتقدير والمحبة
وكل الشكر لوزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية ووزارة الثقافة المصرية على هذا التعاون الفني المشترك
وكانت هذه
الفعالية قد أقيمت برعاية وزارة الاعلام والثقافة
والسياحة اليمنية ووزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع مؤسسة حضرموت للثقافة قدم فيها العازفون ٨ مقطوعات من الالوان الموسيقية
والتراثية اليمنية في قالب جديد .
ويعد حفل نغم على
ضفاف النيل الأول من نوعه حيث اقيم لإبراز المكنون الثقافي والموسيقي اليمني.وتأتي
هذه الفعالية في نسختها الثانية بعد نجاح الفعالية
الاولى التي اقيمت في ماليزيا قبل أعوام .والتي تمثل للفن اليمني كلم الشمل للوطن الممزق
من اقصاه الى أقصاه .
تعليقات
إرسال تعليق