يخشى النازح الأربعيني راشد محمد، من حرمان أولاده من التعليم بعد
نزوحه في 2019 إلى مدينة تعز، في ظل التراجع المخيف للتعليم في اليمن، فضلًا عن
المعوقات الكثيرة التي تقف في طريق الطلاب النازحين. وبصوت مُثقل بالهموم ونبرة
جارحة، يقول لـ”المشاهد”: “بعد نزوحنا من الحديدة (غرب البلاد)، في 2019، إلى مدينة
تعز، واجهت مشاكل كثيرة في إلحاق ولديَّ الاثنين في إحدى المدارس الحكومية، أكبرها
كانت “الوثائق”، حيث لم يتم قبولهما إلا بعد توفيرها للمدرسة عبر مكتب التربية
بالمحافظة”، ويضيف: “معاناتنا كبيرة، ولا بوادر لانفراجها قريبًا”.
بالمثل غادرت
خلود (10 أعوام) مع عائلتها، عام 2018، قريتها في مديرية مقبنة، بعد وصول
الاشتباكات المسلحة إليها، إلى مدينة تعز، بحثًا عن الأمان كما قول، مضيفة: “كان
صعبًا أن نغادر منزلنا، ولكن الحرب فرضت ذلك”. وتتابع: “حرمت عامًا كاملًا من
التعليم، بعد أن واجهت صعوبات في التحاقي بإحدى المدارس في مدينة تعز، بسبب
الازدحام الشديد فيها، ولم يكن بإمكان والدي إلحاقي بمدرسة أهلية، رغم قرب العديد
منها، ولكنني في العام الثاني التحقت بمجمع الكويت التعليم الأساسي والثانوي
بمديرية صالة، رغم بعدها عن المنزل”.
معاناة كبيرة يعيشها النازحون في مواصلة
تعليمهم، لأسباب عدة، منها عدم وجود مقاعد دراسية في المدارس الحكومية، أو عدم توفر
الوثائق أو اكتمالها، حسب نائب مدير مكتب التربية بمحافظة تعز، بجاش المخلافي،
مؤكدًا لـ”المشاهد” أن نسبة كبيرة من الطلاب تركوا مدارسهم بسبب الحرب والنزوح،
ويشير إلى أن المدارس الحكومية تشهد ازدحامًا كبيرًا في المناطق المحررة بمحافظة
تعز، إذ بلغ عدد الطلبة في العام الماضي553.000 طالب وطالبة في 900 مدرسة حكومية
و176 مدرسة أهلية، موضحًا أن النزوح الكبير من محافظة الحديدة، تسبب في ازدحام
الطلاب في تلك المدارس، حيث بلغ عدد الطلاب النازحين 4271 طالبًا وطالبة، يتوزعون
على ثلاث مديريات، منهم 1164 بالقاهرة، و760 بالمظفر، و2347 بمديرية صالة.
ونوه
المخلافي إلى أن مكتب التربية والتعليم يتعامل مع الإشكالية لتسيير العملية
التعليمية في المناطق التي يتواجد فيها النازحون، قائلًا: “رغم الازدحام الشديد
نتعامل مع المنظمات الإغاثية وإدارة التربية الشاملة في المديريات، لتسهيل إجراءات
قبول النازحين في المناطق القريبة من مناطق النزوح”. عمل مكتب التربية بتعز على
توفير خيام لطلاب الصفوف الأولى من المرحلة الأساسية (الأول والثاني) في بعض مخيمات
النازحين، وإلزام مكاتب التربية بتوفير كوادر تربوية من الموظفين الرسميين أو
متطوعين متعاقدين عبر منظمة اليونيسف لدفع أجورهم، بالإضافة إلى قبول الطلاب بدون
وثائق بضمانات الأقارب لفترة معلومة لإحضارها، لضمان مواصلة تعليمهم دون أي عوائق،
بحسب المخلافي.
إنفوجرافيك تفاعلي
<div class="flourish-embed flourish-bar-chart-race" data-src="visualisation/10982735"><script src="https://public.flourish.studio/resources/embed.js"></script></div>
<div class="flourish-embed flourish-bar-chart-race" data-src="visualisation/10982527"><script src="https://public.flourish.studio/resources/embed.js"></script></div>
وأوضحت أن 2253 طفلًا في المخيمات في سن التعليم ومحرومون الالتحاق بالتعليم، بسبب أن المدارس مدمرة بسبب الحرب، و1783 طفلًا في المخيمات غير ملتحقين بالتعليم، بسبب عدم توفر فصول إلحاقية في المخيم، و431 مخيمًا، بنسبة 86% من إجمالي عدد المخيمات، لا توجد فيها مدرسة، مشيرة إلى أن 33% من المخيمات لا تتواجد مدارس في مناطق قريبة منها. وبالنسبة لوضع التعليم في المخيمات، فإن 64% من المخيمات يتراوح وضع التعليم خارجها بين متوسط وجید، حیث یتضح أن 267 مخیمًا، وبنسبة 53%، محاطة بوضع تعليم متوسط و56 مخیمًا، وبنسبة 11%، محاطة بوضع بتعليم جید، ببنما 167 مخیمًا، وبنسبة 33%، محاطة بوضع تعليم سيئ، حسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في عدن.
وأوضحت أن 2253 طفلًا في المخيمات في سن التعليم ومحرومون الالتحاق بالتعليم، بسبب أن المدارس مدمرة بسبب الحرب، و1783 طفلًا في المخيمات غير ملتحقين بالتعليم، بسبب عدم توفر فصول إلحاقية في المخيم، و431 مخيمًا، بنسبة 86% من إجمالي عدد المخيمات، لا توجد فيها مدرسة، مشيرة إلى أن 33% من المخيمات لا تتواجد مدارس في مناطق قريبة منها. وبالنسبة لوضع التعليم في المخيمات، فإن 64% من المخيمات يتراوح وضع التعليم خارجها بين متوسط وجید، حیث یتضح أن 267 مخیمًا، وبنسبة 53%، محاطة بوضع تعليم متوسط و56 مخیمًا، وبنسبة 11%، محاطة بوضع بتعليم جید، ببنما 167 مخیمًا، وبنسبة 33%، محاطة بوضع تعليم سيئ، حسب الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في عدن.
<div class="flourish-embed flourish-chart" data-src="visualisation/10982136"><script src="https://public.flourish.studio/resources/embed.js"></script></div>
الطلاب النازحين الملتحقين بالتعليم
أفادت الوحدة التنفيذية لـ”المشاهد” بأن 50% من
الأطفال ھم في سن التعلیم، حیث تقسمت ھذه النسبة بالتساوي بین الأطفال الذكور
(189.993) وبواقع 50% والإناث (189.604) وبواقع 50%، بینما عدد الطلاب الملتحقین في
التعلیم بلغ 312.393 طالبًا وطالبة، وبواقع 82%، توزعت على: 160.476 طالبًا، وبنسبة
42%، و151.917 طالبة، وبنسبة 40%، بینما بلغ عدد الطلاب غیر الملتحقین في التعلیم
67.204 طااب وطالبات، وبواقع 8% للذكور و10% للإناث.
الطلاب النازحين الملتحقين بالتعليم
عزوف عن التعليم
وتشير
الإحصائيات الصادرة عن الوحدة التنفيذية في مخيمات النازحين في عدن، إلى جملة من
الأسباب لعدم التحاق الطلاب في التعليم في مخيمات النازحين، حيث مثلت مساعدة الأسر
في كسب العيش بـ309، بنسبة 29%، يليها العجز في دفع التكاليف الدراسية بـ227، بنسبة
25%، ثم ازدحام الفصول الدراسية بـ163، بنسبة 15%. ويقول مدير الوحدة التنفيذية
للنازحين بمحافظة عدن،
نجيب السعد: “الحلول التي قد تسهم في الحد من انقطاع التعليم
في المخيمات، هي العمل من خلال وزارة التربية التعليم على توسيع المدارس القريبة من
المخيمات في نطاق تواجد النازحين، لتصبح قادرة على استيعاب الطلاب النازحين، إضافة
إلى التوسع في إنشاء مدارس في المدن التي استقبلت النازحين، وكذلك تبني برامج
تدريبية للكادر التعليمي التابع لوزارة التربية والتعليم، لتحسين جودة التعليم،
وتوفير مدارس خاصة بالتعليم الأساسي في المخيمات، والعمل على زيادة التوعية الخاصة
بتحفيز الطلاب للالتحاق بالتعليم من خلال دفع مبالغ مالية مخصصة كتشجيع للطلاب، حيث
يوجد 114.443 طفلًا غير ملتحق بالتعليم، منهم 52.441 ذكور و62.002 إناث .
<div class="flourish-embed flourish-hierarchy" data-src="visualisation/10982425"><script src="https://public.flourish.studio/resources/embed.js"></script></div>
وتسببت النزاعات المسلحة المستمرة بانهيار شبه كامل لمنظومة التعليم العام في اليمن، حيث بلغ عدد المدارس التي أصبحت خارج الخدمة بشكل كامل 2500 مدرسة، مع إغلاق حوالي 27% من المدارس في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى 66% من المدارس تضررت بسبب العنف الشديد، واستخدمت 7% من المدارس كمراكز إيواء نازحين أو من قبل جماعات مسلحة، وخلال العام 2017 تركزت أغلب الأضرار التي أصابت المنشآت التعليمية في محافظات تعز (325) وعدن (260) وصعدة (239) وأمانة العاصمة صنعاء (227)، حسب تقرير صادر في عن الإعلام التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم[2] الخاضعة للحكومة الشرعية.
وتسببت النزاعات المسلحة المستمرة بانهيار شبه كامل لمنظومة التعليم العام في اليمن، حيث بلغ عدد المدارس التي أصبحت خارج الخدمة بشكل كامل 2500 مدرسة، مع إغلاق حوالي 27% من المدارس في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى 66% من المدارس تضررت بسبب العنف الشديد، واستخدمت 7% من المدارس كمراكز إيواء نازحين أو من قبل جماعات مسلحة، وخلال العام 2017 تركزت أغلب الأضرار التي أصابت المنشآت التعليمية في محافظات تعز (325) وعدن (260) وصعدة (239) وأمانة العاصمة صنعاء (227)، حسب تقرير صادر في عن الإعلام التربوي التابع لوزارة التربية والتعليم[2] الخاضعة للحكومة الشرعية.
وفي
بيان[3] نشرته منظمة اليونيسف على موقعها الإلكتروني يقول فيليب دواميل، ممثل
اليونيسف في اليمن، إن عدد الأطفال المعرضين لخطر تعطل العملية التعليمية في اليمن
قد يصل إلى 6 ملايين طفل”. ويعتبر الحصول على تعليم جيد من الحقوق الأساسية لكل
طفل، بمن في ذلك الفتيات والأطفال النازحون وذوو الاحتياجات الخاصة. ويضيف دواميل:
“يتسبب النزاع بآثار بالغة على كافة جوانب حياة الأطفال، غير أن إمكانية الحصول على
التعليم يوفر لهم إحساسًا بالحياة الطبيعية حتى في ظل أقسى الظروف، كما يحميهم من
شتى أصناف الاستغلال.
لذلك يعد استمرار الأطفال في المدارس أمرًا بالغ الأهمية
لمستقبلهم ومستقبل اليمن”. ويحذر المخلافي من الكارثة التي ستؤثر على مستقبل هذا
الجيل النازح سواء في تعز أو في أية محافظة من محافظات الجمهورية، ما لم يتم تدارك
الأمور وتهيئة البيئة الملائمة للتعليم سواء إنشاء مدارس أو غيرها من الإمكانيات
لاستمرار التعليم قدر الإمكان.
[1] دراسة متعددة القطاعات عن النازحين في اليمن PDF
(exuye.org) [2] الإدارة العامة للإعلام التربوي ترصد الانتهاكات الحقوقية في مجال
التعليم أثناء النزاع المسلح | وزارة التربية والتعليم اليمنية (moe-ye.net) [3]
يونيسف تحذر: عدد الأطفال المعرضين لخطر تعطل العملية التعليمية في اليمن قد يصل
إلى 6 ملايين طفل (unicef.org)
تعليقات
إرسال تعليق