القائمة الرئيسية

الصفحات

تبادل الأسرى رهن المزايدات السياسية

Facebook

جانب من وصول الأسرى والمعتقلين لدى جماعة الحوثي إلى محافظة مأرب_16 بريل 2023

صنعاء - مجاهد حمود

تأخرت جولة المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين في اليمن، التي كان من المفترض أن تبدأ الاثنين 15 مايو 2023، برعاية الأمم المتحدة.

وبدأت السبت 16 يونيو 2023، في العاصمة الأردنية عمان مشاورات بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين.

وكان عبدالقادر المرتضى، رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في جماعة الحوثي (أنصار الله)، قدا قال في تصريح لقناة المسيرة التابعة للجماعة، إنه كان من المفترض أن يكون 15 مايو 2023 هو بداية الجولة التي تم التوافق عليها في سويسرا عبر الأمم المتحدة، لكن حصل هناك تأخير في الزيارات للسجون التي تم التوافق عليها أن تكون قبل انعقاد الجولة، بسبب بعض الإجراءات اللوجستية من قبل الأمم المتحدة، ومازال الاتفاق قائمًا، وقد تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على أن يكون العشرون من شهر مايو هو بداية الزيارات المتفق عليها بين الحوثيين ومأرب، للسجون، وبعد إتمام الزيارات سيتم انعقاد الجولة المتفق عليها.

وأوضح المرتضى أن هذا التأخر هو لهذا السبب، ولا يوجد أي تعنت من أي طرف أو عرقلة لما تم الاتفاق عليه.

التحضير لمفاوضات جديدة بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين في اليمن، يأتي بعد صفقة ناجحة في أبريل الماضي، أثمرت عن إطلاق سراح 900 محتجز، حسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تأخر أو عرقلة محادثات بشأن الأسرى والمعتقلين. فهذا الملف هو الأكثر تعقيدًا بين الأطراف المتصارعة في اليمن لأكثر من ثماني سنوات. ففي المشاورات التي عقدت في ستوكهولم بالسويد، في أواخر العام 2018، وقع ممثلو الحكومة اليمنية مع جماعة الحوثي على اتفاق تبادل الأسرى الذي شمل الإفراج عن 15 ألف أسير من كلا الطرفين، وتأجل تنفيذ ذلك حتى الآن، وسط صفقات تبادل لأعداد محددوة من أطراف الصراع. كانت أكبر هذه الصفقات في أكتوبر 2020، حين تم الإفراج عن أكثر من ألف من الأسرى والمعتقلين.

ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، قال في حديث خاص لـ”المشاهد”، إن عدد الصفقات لتبادل الأسرى حتى الآن صفقتان برعاية الأمم المتحدة، شملت الأولى 1056 أسيرًا ومعتقلًا، بعد مشاورات في سويسرا في العام 2020، وصفقة أبريل 2023 بواقع 887 أسيرًا ومعتقلًا.

نجاح الوساطات المحلية

هناك صفقات تبادل للأسرى تم تنفيذها عبر وساطات محلية، غير تلك التي تتم برعاية الأمم المتحدة، بين الأطراف المتحاربة.

وحققت الوساطات المحلية بجهود زعماء القبائل، محامين، وجاهات اجتماعية، قادة عسكريين ومنظمات محلية، إخلاء سبيل الآلاف من الأسرى منذ اندلاع الصراع، حسب ورقة سياسية لمركز صنعاء للدراسات، نشرت في أواخر 2022

تطورات السياسية تعرقل جهود الإفراج

في 24 يناير/ كانون الثاني 2021، انطلقت الجولة الخامسة من المفاوضات في عمّان، كتكملة لمناقشة الإفراج عن المعتقلين المرتبطين بالنزاع منذ توقيع اتفاق ستوكهولم، أواخر 2018، تزامنًا مع تصنيف أمريكا جماعة الحوثي كحركة إرهابية، ولكن هذه المفاوضات انهارت في نهاية المطاف، وأُعلن عن انتهائها بشكل رسمي في 21 فبراير 2021، من دون التوصل إلى اتفاق.

وبعد انهيارها، اتهم رئيس وفد الحكومة هادي هيج، في تغريدة على حسابه في “تويتر“، وفد الحوثيين بالتراجع عن التزاماته بعد إلغاء تصنيف الجماعة من قوائم الإرهاب.

في حديثه لـ”المشاهد”، يقول فضائل إن الحوثيين لا يلتزمون بالعهود والمواثيق في معظم الاتفاقات السابقة، مشيرًا إلى ما حصل مع الأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومطالبة مجلس الأمن بالإفراج عن السياسيين من دون قيد أو شرط، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأسبق، اللواء محمود الصبيحي.

رحلة المساومات

تبادل الأسرى رهن المزايدات السياسية
جانب من وصول أسرى جماعة الحوثي الى صنعاء_16 أبريل 2023

ويضيف فضائل أن “الأربعة الأشخاص مثلوا قيمة كبيرة جدًا. وجاء الحوثي للمفاوضة عليهم بالمئات”. وهو يقصد أن جماعة الحوثي ساومت في الإفراج عن المشمولين بقرار مجلس الأمن مقابل المطالبة بالإفراج عن المئات من أسراها.

ويتابع: جماعة الحوثي في البداية طالبت بأعداد كبيرة، خمسمائة، ومن ثمَّ أربعمائة، ثمَّ تم الاتفاق على مدى ثماني سنوات من التفاوض، على مائة مقابل كل واحد من (اللواء الصبيحي و(شقيق الرئيس اليمني حينذاك) اللواء ناصر منصور هادي.

معضلة قوائم الأسماء

بعد توقيع اتفاق ستوكهولم سلمت أطراف النزاع كشوفات بأسماء المطلوب الإفراج عنهم، شملت أكثر من 15 ألف اسم من الجانبين، إذ تضمنت لائحة الحوثيين 7.587 اسمًا، ولائحة الحكومة 8.576 اسمًا.

سُلمت هذه الكشوفات وفقًا للآلية التنفيذية التي نص عليها الاتفاق بأن يقدم كل طرف للطرف الاَخر لائحة أسماء دقيقة بمن يحتجزهم لديه، على أن يتم التوقيع على الكشوفات النهائية من جميع الأطراف خلال مدة لا تزيد عن عشرة أيام.

يتهم فضائل جماعة الحوثي باستخدام هذا الملف الإنساني من أجل “الابتزاز السياسي والإعلامي”.

ومن ذلك، حسب فضائل، “المطالبة بالإفراج عن أسرى ليس لهم وجود، قد يكونون قتلوا في ميدان القتال، إلا أنه يصر إصرارًا عجيبًا وغريبًا على وجودهم بادعاءات باطلة، ويطالب بالإفراج عنهم على رأس قوائمه، مال م يعطل”.

ردرود الأفعال:

تعليقات