القائمة الرئيسية

الصفحات

"قلب اليمن المهدور" بقلم / حميد الرقيمي

بقلم /حميد الرقيمي
(لقد كتبت هذه القصة بدم قلبي)
توارت الشمس خجولة خلف الجبال المتلاصقة، وأضحت السماء سوداء لا قمر يسكنها ولا نجوم تنام على صدرها.
سكون الأرض، توجسات سكان بقعتها الصغيرة، نحيب النساء اللا متناهي، المتصاعد من أعماق قلوبهن، والمتسلل من ثقوب النوافذ والأبواب، كل ذلك يحمل في طياته وجع الفقدان وحزن الحياة البائسة.
الحياة تسير بالأسرة اليمنية إلى المجهول المخيف، صارت كل الأشياء المتعلقة بالحياة على هذا الوطن مرعبة وقاتلة.أسرة تسكن في منطقة جبليّة ومرتفعة، شديدة البرود والتجمّد،لها رب مثقل بالأوجاع والهموم، يعمل في مجال البناء والتعمير، وبالكاد يعود إلى الأسرة بالمال والإحتياجات البسيطة، علاوة على ذلك الحرب التي تنهش في حياتهم، وترفض الهروب من تفاصيل عيشهم المرير، فقد توسعت رقعة الجوع التي تسير عليها أقداهم المشققة. رقعة الجوع التي تزيد في توسعها أصوات الحرب، وشضايا القذائف والصواريخ القاتلة.
منذ أيام صار الأب في حالة غريبة، وهذا ما لحظه سكان الحي البسيط، الذين عرفوا الرجل وطباعه الضاحكة.
أسمه سمير، ملامحه تدل بإنه بالأربعين لكنه في حقيقة الأمر لا يتجاوز الواحد والثلاثين من عمره ، له وجهه عريض تحتله الشحوب والتجاعيد، تزوج قبل سنوات وصار له ولد في الثانية عشر من عمره.
عندما حل عليه هذا الضيف ،خرج يجوب شوارع المدينة وأزقتها بنشوة الحياة، ظل يتقافر على أرصفة الشوارع كأرنب خائف، يعانق كل من يصادف بلهفة وحب، ويحكي لهم عن ضيفه الأول، ومدى سعادته وفرحته بهذا الملاك.وصار يعمل بشكل مضاعف، ويسلك الطرقات الوعرة من أجل توفير الجوانب التي تساعد طفله على الضحك والمرح.
ترعرع الطفل على أرضية مزهرة، تسقيها قطرات العرق المتساقطة من جبين أبوه، حتى صار له مقعد ثابت من مقاعد المدرسة.
لكن الحياة لا تسير دائماً حسب هوانا وأحلامنا، لقد تغير اليوم كل شي، الأب الذي عمل طيلة حياته من أجل أن يكون أباً ناجحاً وسعيد، أصبح يصارع الألم المميت،ويهرب من الأشباح التي ما تلبث أن تحيطه من كل جانب.
تغيرت حياة الرجل الذي جابه المصاعب سنوات وأعوام.دون موعد وقف في مواجهة رمال الحياة الخانق. فجأة وجد نفسه واقفاً على قطع الزجاج المتناثرة، و مجبراً ومكره بالسير عليها.
سمير ، رب الأسرة اليمنية التي حمل على أكتافه القوية، أحجار المنازل والمباني، فقد قواه اليوم، وصار يحمل على أكتافه النحيلة الضعيفة، هم طفله الضائع.
-أين ذهب ومتى يا إمرأة؟
-كالعادة ذهب مع سيارة أبو طه، لكنه هذه المرة لم يعد ياسمير. أثناء غيابك ذهبت إلى مكتب المشرف عشرات المرات، لكنه هو الآخر لا يعلم أين ذهب. في كل مرة يقابل مناجاتي بصوته القوي.ااه ياسمير،
أين طفلنا المشرق الجميل!؟
ظلت تهذي الزوجة، بينما سمير وسط الغرفة متجمد ومذهول.
الساعة العاشرة مساء ، ولم يعد عاصم!
لم يحدث هذا الأمر من قبل، طفل لم يتجاوز الثانية عشر، لا يمكن أن يغيب إلى مثل هذا الوقت. أين هو الآن ، ومع من يكون؟
كل الإجابات المتقافزة في خياله كانت تحمل الشؤم.
خرج من المنزل بعد ساعة من التفكير، وسط ظلام الحي، وسكونه كانت أقدامه التي لم يخلع عنها حذاء العمل، كانت تصدر طقطقات ورعيد البؤس والرعب.
ترى أين ذهب عاصم، طفلي الذي أخذوه عنوة مني، من أجل العمل في تجهيز الملصقات واللافتات حسب قولهم.
أين ذهب اليوم، وكيف له أن يطيق البقاء خارج البيت حتى هذا الوقت!؟
يارب ، وحدك من يعلم بحالي، فلا تحمّلني وجع الأفكار المتصارعة في ذهني، فإنّي أوهن من أن أحملها، وأضعف من تقبّلها.
كل الطرقات مظلمة ومخيفة، إلى أين أنت ذاهب أيها الرجل الشقي، كل شيئاً هنا يرفض تواجدك في مثل هذا التوقيت.
أيها البائس الأعمى، عود إلى زوجتك ، يجب أن تعود حالاً،فعلى قارعة الطرقات أصناف من القتلة يحملون على أكتافهم الأسلحة القاتلة، ولا يمكن أن تمر من بينهم بسلام، ستعلّق على الجدران في عملية تحقيق وهمية وخيالية.
سمير، يغوص في الظلام دونما مصباح أو بصيص من الضوء يهتدي فيه السبيل.
لا يعلم إلى أين هو ذاهب، يسير بشكل متمايل وفي مخيلته تدور التوقّعات
والنتائج المرفوضة المرعبة.
أكمل الليل سيطرته على الأرض، صارت كل الأشياء سوداء، حتى المباني البيضاء، وتلك اللوحات المعلّقة في كل مكان صارت مظلمة جداً.
سأعود، لا، لن أعود، سأبقى هنا حتى
أجد طفلي الصغير وأضمه من جديد.
في طيات حديثه، والتردد القاتل، سمع ضجيج أناساً قادمون، يحملون على أياديهم مصابيح مشعة وهراوات متينة.
-من أنت؟ وماذا تفعل هنا في مثل هذا التوقيت؟
-أنا سمير والد عاصم، هل تعرفون عاصم ولد..
لم يكمل الجملة إلا على ضربة سرقت باقي الكلمات وأدخلته في دوامة لا حدود لها.
-هذا داعشي ياسيدي، وعميل يترصّد تحركاتنا كل يوم..
-خذوه السجن ، لكن بعد أن تفتشوه.
جرت عملية التفتيش، بشكل سريع، كما لو كانوا يبحثون عن غنيمة ما.
بعد دقيقة من التفتيش وجد القتلة ألفين ريال يمني في جيوب سمير، وحبوب بيضاء تحارب صداعه المزمن، الذي يرافقه منذ سنوات.
-وكمان محبّب ياسيدي وعيني. يشرب مخدرات ، هيا قوم ياداعشي قوم.
-وين الحبوب والفلوس جيبوهن وشلوه الدار.
-حاضر ياسيدي
بعد ساعتين وجد سمير نفسه، في زاوية غرفة مظلمة، لا منافذ لها ولا ثقوب، عاد إلى ذاته فوجدها مثقلة بالأوجاع والهموم، ولم يتمالك نفسه، فأطلق صرخة مدوية، صرخة مظلوم تحاول كل أيادي البشرية الإمساك على فمه، وسد كل النبرات الصوتية الباحثة عن العدالة والإنصاف.
هرع شابان على وقع الصرخة التي تجاوزت حدود المكان ، وأسكنت الرعب في قلوب السجّان.
-أين أنا، ياناس، أين ولدي الصغير الطفل الملاك، يااااارب يااااااجبّار لا تتركني
وحيداً هنا، ولا تدعني في الحياة دون ولدي.
عندما أقتاد القتلة سمير إلى السجن، تعرض للكثير من الصفعات واللكمات، التي خلفت ندوب كثيرة على مساحة وجهه العريض، كان كلما أراد التحدّث عن سبب وقفوه في الشارع ، تسارع اليد الصافعة بالهبوط على وجهه وتقتل صوته، إلى أن أدخلته الهراوة عالم الغيبوبة.
تم نهب المبلغ البسيط الذي كان في حوزته ، وقطع الحبوب البيضاء المتواجدة في كل المشافي والصدليات، فقد كان يظنها السجّان مخدرات، حتى أحذية العمل المقطّعة لم تعد تحمل أقدامه التي خلّفت في طريقها إلى السجن، الكثير من النقاط الحمراء الملتهبة، بعد أن سار على قطع الزجاج مدة طويلة دونما وعي منه
أو إدراك.
كانت الأيادي تشده بكل قواها، وكان هو الآخر يشد نفسه على التحدّث والكلام،غير أن محاولاته المتكررة كانت تخلّف ندوب حمراء على وجهه العريض.
لا أحد هنا، يملك أحقية التحدّث والتصرّف حسب هواه، كل تفاصيل الحياة تسير وفق معايير معينة، يصيغها المشرف الذي كان فيما مضى ، يُعرف بالعادات القبيحة، المغايرة لعادات وتقاليد المجتمع البسيط، وهكذا في كل المدن التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي تجد المشرفين من أصحاب الملفات المخزية، والأحداث المخجلة جداً.
مشرف هذه المنطقة ، يدعى أبو طه لا يتجاوز الثلاثين من عمره، أشتهر بالقدرة على إخراج الأشياء من جيوب المتسوقين في الأسواق العامة، علاة على ذلك سرقة الأحذية من أماكن التجمعات وبيعهن لأناس مخصيين بأسعار زهيدة جداً، لكنه اليوم صار يملك سيارة ومنزل يتكون من طابقين.اللص صار واجهة تُحترم، لا يكف عن التجوّل مع مجموعة من الأوغاد المسلحين في الأسواق والشوارع، يعرفُ جيداً أين يجد حاجته ، ولا يتردد في أخذها
مهما كلفه الأمر.
-لماذا تصيّح هكذا ياداعشي ، أنت عارف وينك الآن؟ أنت في سجون انصار الله يامحبّب.
- في سجون انصار الله وين أبو طه ، ولد...
ضربة أخرى هوت على جمجمة سمير المقيد بالأغلال والسلاسل المتينة.
-أيش كان معك في الشارع؟ تراقبنا صح ، إعترف ياداعشي ، تكلّم فين الشرائح اللي تحطها لطيران العدوان، يييييه تكلّم..
ضربة أخرى، تصيب ظلعه الأيمن.
بينما كان سمير يقاوم أساليب العذاب الوحشية، كانت زوجته تبحث عنه ، وفي أحشائها الجنين الذي يسبق خطاها في عملية البحث، فهي في شهرها السابع. كانت تبحث عن زوجها وطفلها، ومن عيناها التي تكاد حباتها أن تقفز من أماكنها، تسيل دموعها الساخنة دون توقف.
ظل سمير، في زاوية السجن المظلم منكمشاً كقطة صغيرة، بللها المطر، اضطراباته في تصاعد مستمر، على مدار خمسة أيام، كان كلما تذكر حال زوجته وحيرتها يضيع في غيبوبة طويلة ، لا تعيده منها إلا ركلات السجّان وضربات المحقق. أوجاع جديدة توزّعت على بقاع جسده الهزيل، وأفكار متزاحمة ما تلبث أن تعود بسوداويتها الحالكة.
عشرات التُهم، اعترف فيها سمير حسب ماكان يتلقاها مع الضربات والصفعات، تهم لم يكن قد سمع فيها من قبل ، حتى تكررت على إلسنة المعذّبين وترسخت في خياله الذي صدقها، خوفاً ورهبة.
عشرة أيام، والأم الوحيدة تجابه اليأس المحيط بها، وتقاوم الأوجاع المتثاقلة المتوسعة يوماً بعد آخر، طفلها الذي لم يأتيها خبر عنه لم يعد بعد، وزوجها المعذّب المهان في سجن الحوثي، قد تبدّل شكله كثيرا، برزت على جسده الذي تأكل كثيراً جوانب عديدة من عضامه، تداخلت إظلاعه المتكسّرة، وصار يتحدث كثيراً مع نفسه وإلى نفسه، حتى وصلت الأخبار إلى أبو طه الذي خرج في رحلة طويلة للنزهة والنقاهة. فوس سماعه الخبر لم يتأخر دقيقة في الإتصال.
- الوه ، يا أبو ساجدة خرّج المسجون سمير، لكن بعد أن أحدّثه، ضروري يخرج اليوم ، واللي قد فيه يلبي الغرض وأكثر.
-على طول ياسيدي
-أنا با أتكلم عليكم وأشتمكم أمامه. قبل ماتجيبه له التلفون أرفع الصوت الخارجي
يا أبو ساجدة، وتعاملوه بعد الإتصال برحمة وعطف.
تحدث أبو طه إلى سمير، وأعتذر له بطريقة مهذبة جداً، عارضاً عليه الخدمات الدائمة والتعاون اللا مشروط.
خرج سمير مختلف من السجن، سمير غير الذي كان قبل عشرة أيام سار بإتجاه المنزل بخطى مثقلة، وفكر شارد ومهموم.
لا يعرف على أي حال سيجد زوجته، فقد راودته الكثير من الأفكار الموجعة، وأكثرها وجعاً فقدان الجنين، وما أن وقف في مواجهة باب المنزل، حتى هربت منه يده اليمنى، تطرق بقوة وشدة؛ فترامت إلى مسامعه جلبة متصاعدة متبوعة بصوت إمرأة غريب ، تسأل عن هوية الطارق، وسرت في جسمه هزة مرتعشة وباردة.
أنا سمير أنا سمير، وين مريم ، وينهاااا.
من أن فُتح جزء من الباب حتى أدلف الردهة مهرولاً نحو غرفة النوم.....
لقد وجدها ممتدة، محاطة بالنسوة، وعلى جبينها رقعة مبللة، وجدها كجثة هامدة، حتى ظن بإنها رحلت، ليجثي على ركبتيه دون أن ينبس ببنت شفة، جثا وثبت كتمثال لرجل صوفي، محاولاً بذلك أستجماع ماتبقى من قواه، ظلت الرعشة تتنقّل بين بقاع جسده النحيل، المغطى بالثياب البالية المببلة بالعرق والدموع.
لم يبادره أحد بالمواساة ، تسمرت النسوة حوله بذهول وعجزاً واضح ، حتى تمكن من أستجماع قواه المتبقية، فصاح الصيحة الكبرى، والتي أوقضت الجثة الممتدة وحرّكتها.
"مرييييييييييم"بهذه الصيحة أمتد ذراع الزوجة نحوه دون أن تفتح عيناها، فتقافز كالمجنون وسط الغرفة فرحاً وسعادة.
-أنا بخير ياسمير، وينك كل هذه المدة، لماذا هذا الشحوب وكل هذه الندوب؟
-مافيش حاجة ياروحي، ذهبت أبحث عن عاصم حتى وجدته، أنا بخير، أنا بخير ، لا تخافيش أنا بخير ، وعاصم سيعود.
تحدث بهذه الكلمات، بطريقة سريعة ومرتبكة، كانت علامة الخوف واضحة عليه، وكانت الزوجة تسافر بعينيها الملتهبة من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه، كما كان يفعل هو الآخر.
وفجأة أمتدت يداه نحو بطنها المغطاة بالمعطف الثقيل، أمتدت في سبيل تكذيب التوجسات وقتلها، ذهبت في بحثها عن الطفل القادم، فصعق الرجل، وذاب كما لو كان قطعة ثلج على حديدٍ ساخن.. لقد رحل الجنين قبل قدومه.
تم أخذ سمير إلى المشفى، حتى أستعاد نفسه من غيبوبة طويلة، ظلت مريم بجواره إلى أن فتح عيناه، دموعها التي أصبح تساقطه طقس ثابت من طقوس حياتها لم تتوقف، ونحيبها المتصاعد بين والآخر لم يخفت.
-سمير لا تتركني أرجوك، ليس لي في هذه الدنيا غيرك، أفتح عيناك وإخرجني من الجحيم ياسمير.
كأنه إستجاب للمناجاة الباكية، ففتح عيناه، وتشبث بيدها المرتعشة.
-هل عاد عاصم؟
-لا ياسمير ولكنه سيعود..
-أبو طه قال بأن عاصم يدرس في صنعاء في رحلة ثقافية، وبيرجع بعد ثلاثة أيام.
-لنا أسبوع في المشفى ياسمير.
-أسبوع أسبوع ، وين عاصم.
ظل يتمتم بألم، ويردد الكثير من الأدعية والمناجاة.طلب من الممرضة هاتفاً كي يتصل.أدخل الرقم الذي حفظه أثناء خروجه من السجن...
-الو أبو طه وين ولدي الله يخليك..
- يامرحبا بأبو الشهيد البطل، تهانينا ياسمير، عاصم أستشهد في ميادين العزة والكرامة مع اللجان الشعبية والجيش اليمني، ولدك من رجال الرجال.. الوو
سمير ، أفتخر ياسمير، الو ، الو
طن طن طن طن.
قُطع الإتصال، ومعه قُطعت أنفاس سمير وتوقفت نبضات قلبه الموجوع.
مات سمير، مع طفليه. توقفت نبضات قلبه قبل أن يجفف أورام الصفعات المنتفخة، ويداوي أوجاع الندوب المحمرّة.
مريم هي الأخرى، دخلت في حالة إغماء قصيرة، وما أن رن هاتف الممرّضة حتى أنتفضت من سريرها مسرعة نحو الإتصال.
-ياسمير الجثة باتوصل مستشفى ذمار انتظرها، جثة الشهيد عاصم الذي ذهبت روحه إلى الجنة.....
صفعة الحياة، أنهالت على مريم دونما رحمة، وأذاقتها الويلات حتى أوقعتها.
مرت أسابيع حتى وصلت جثة عاصم ، بعد أن فتشت الأم مئات الجثث القادمة من جبهات القتال، جثث أشبال بعمر عاصم توافدت في ذلك اليوم وتمددت أمام أعين مريم التي ظلت تبكيهم واحداً بعد الآخر، بينما أبو طه في رحلة التنزّه والنقاهة يعيش ويستريح...
وهكذا هو قلب اليمني المهدور
https://mogaheed711.blogspot.com/?m=1
ردرود الأفعال:

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. Thanks a lot for sharing this amazing knowledge with us. This site is fantastic. I always find great knowledge from it. 
    الجنوب العربي

    ردحذف

إرسال تعليق