أصداء نيوز - مجاهد حمود سعد
الإسلام دين السلام والحب والوئام والوفاق.. وإذا حدث اختلاف، فهناك آداب تحكمه حتى لا يتمادى ويفتح للشيطان بابا للولوج منه؛ ليوقع بين الإخوة والمتحابين في الله.
والحب في الله يعتبر من أعلى درجات الإيمان، فمن السهل عليك أن تحب من حولك، ولكن من الصعب أن تجعلهم يحبونك.. وهناك عشرة أشياء تجذب الناس إليك: (الزهد فيما في أيدي الناس، والاهتمام بالآخرين، والتفاؤل والحماس، والتواضع، والحِلم، والابتسامة، والتهادي، والأناقة، والتحدث بالخير، والإنصات للآخرين)..
ويقول تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت، 34).
والجدل نوعان محمود ومذموم، ولكن إذا أطلق لفظ الجدل قصد به المذموم، وهو المقصود في قول النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" : "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ".
وتحضرني قصة للإمام الشافعي تجسد أجمل طريقة لأدب الاختلاف وكسب القلوب:
يحكى أن يونس بن عبداﻷعلى -أحد طلاب اﻹمام الشافعي- اختلف مع اﻹمام محمد بن إدريس الشافعي في مسألة خلال إلقائه درسًا في المسجد...!!
فقام يونس بن عبداﻷعلى مغاضبًا، وترك الدرس، وذهب إلى بيته...!!
فلما أقبل الليل، سمع يونس صوت طرق على باب منزله...!!
فقال يونس: من بالباب...؟
قال الطارق: محمد بن إدريس...!!
قال يونس: أخذت أتذكر كل من كان اسمه محمد بن إدريس.. إلا الشافعي...!!
قال: فلما فتحت الباب ، فوجئت به...!!
فقال اﻹمام الشافعي: يا يونس تجمعنا مئات المسائل، وتفرقنا مسألة...؟!!
لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات، فأحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف...!!
ولا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يوما ما...!!
دائما... اكره الخطأ، لكن لا تكره المخطئ...!!
ابغض بكل قلبك المعصية، لكن سامح وارحم العاصي...!!
انتقد القول، لكن احترم القائل...!!
فإن مهمتنا هي أن نقضي على المرض، لا على المرضى...!!
لا تحاول أن تكون مثاليًا في كل شيء، لكن
إذا جاءك المهموم... انصت ...!!له
وإذا جاءك المعتذر... اصفح عنه...!!
وإذا قصدك المحتاج... اعطه...!!
وحتى لو حصدت شوكًا يومًا ما، كن للورد زارعًا!!...
اتنهى درس الإمام الشافعي.. ولكن بقي الود والحب في الله.. جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه..
تعليقات
إرسال تعليق