المشاهد –مجاهد حمود سعد -خاص:.
تعاني مديرية شرعب الرونة (شمال غرب محافظة تعز) من ظاهرة تسرب الفتيات من المدارس بأعداد كبيرة حيث باتت هذه الظاهرة مؤرقة لأهل الإختصاص حيث تتزايد معدلات تسرب الفتيات بشكل ملحوظ ، وتزيد النسبة في المراحل الثانوية بصورة أوسع تجعل منها ظاهرة ملفتة تثير قلق الكثير من المهتمين بالشأن التربوي .
وتشمل الظاهرة كل عزل وقرى المديرية بدرجات متفاوتة ، حيث تبدو النسبة أعلى كلما ابتعدت المدارس عن مركز المديرية .
ويعزو بعضهم المشكلة الى الفقر والظروف الإقتصادية الصعبة جراء الحرب، إضافة إلى العادات والتقاليد التي تعد من الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة.
وتعرف ظاهرة التسرب المدرسي على أنها انقطاع الطالب عن الدراسة وعدم إتمامه لهذه المرحلة، وهي من الظواهر الخطيرة المنتشرة بشكل كبير في المجتمع اليمني، حيث إنّها تؤثر في الطالب سلباً وتعيق نمو المجتمع وتطوره، وتقدمه في مختلف مجالات الحياة.
ويؤكد تربويون أن أبرز عوامل انتشار هذه الظاهرة هي الظروف الاجتماعية والمادية القاسية بالاضافة الى الاكتظاظ في بعض المدارس، أو بعد المدرسة عن البيت، خصوصاً في الأرياف والمناطق الداخلية لذلك، تلجأ بعض الأسر إلى إخراج بعض أبنائها من المدارس، وعادة ما تكون الفتيات ضحايا.
وتعتبر الأسباب الاقتصادية هي الأكثر تأثيراً وعامل ضغط على أسرة الفتاة، فمجرد توفير قلم ودفتر وحقيبة مدرسية وزي مدرسي يشكل عبئاً مادياً للأسر الفقيرة وتضطر إلى الاكتفاء بتعليم الذكور فقط وإبقاء الفتاة في البيت تساعد في الأعمال المنزلية والرعاية.
وحسب الإحصائيات والارقام المخيفه التي حصل عليها "المشاهد " من مكتب التربيه والتعليم لمديرية شرعب الرونه حول النقص الهائل في اعداد الطالبات بالمرحلة الثانويه مقارنه بالمرحلة الاساسيه حيث بلغ ً العام الدراسي الماضي 2016-2017م بلغ عدد الطالبات المقيدات في الصف الاول اساسي (3318) طالبة في حين وصل عدد الملتحقات في الصف الثالث الثانوي (1151) طالبة وبنسبة متقاربة بالاعوام السابقه. في جميع المدارس بالمديريه والتي
مدير مكتب التربيه والتعليم لمديرية شرعب الرونه الاستاذ فؤاد محفوظ تحدث عن هذه الظاهرة" للمشاهد" بقوله ان التناقص في اعداد الطالبات الملتحقات بالتعليم في مديرية شرعب الرونة ونطلق عليه ظاهرة تسرب الطالبات من التعليم ليس مقصوراً على بعض العزل بل في كل عزل المديرية ومقارنةً بالتحاق الطالبات في الصفوف الاولية تسرباً كبيراً في كلا المرحلتين الاساسية والثانوية لكن مستوى التسرب في الثانوية اكبر ويتفاوت مستوى تسرب الطالبات بين مدارس وعزل المديرية حيث يقل في مركز المديرية والمناظق القريب من المركز ويرتفع بشكل كبير جدا في مناطق اطراف المديرية وهي التي تعاني من حتى من تسرب الطلاب (البنين).
ويستدرك بذكره اهم الاسباب الاساسية التي تؤثر في ارتفاع معدل ظاهرة تسرب الطالبات : 1- مستوى الوعي لدى اولياء الامور ولدى عامة الناس وعدم اهتمامهم بتعليم الاناث 2- الوضع الاقتصادي ومستوى دخل الاسرة 3-عدم توفر مدارس خاصة للبنات وشحة الكادر التدريسي من الاناث بالاضافة الى غياب وضعف دور الجهات والمنظمات المهتمة بتعليم البنات حسب قوله ..
وكيل مدرسة سمية للبنات وادي الماء الاستاذ/احمد سعيد يرى أن هناك تفاوت بين العام الحالي والعام الماضي من حيث عدد الطالبات خاصة في مرحلة الثانوية العامه ولكنه حسب قوله تفاوت ضئيل يصل الى ٣٪ حيث بلغ عدد الطالبات في الصف الثالث الثانوي هذا العام ٢٦ طالبه بينما العام الماضي كان عدد الطالبات ٣٠طالبه
وكشف مدير مدرسة معاذ بن جبل الأستاذ قاسم احمد عامر لـ"المشاهد" بأن هناك نقص كبير في العدد في المراحل المتأخرة كالثانوية مقارنه بالمرحلة الاساسية حيث يبلغ عدد الطالبات ٢٤ طالبة في الصف الاول اساسي بينما يبلغ عدد الطالبات في الصف الثالث الثانوي 4طالبات فقط.
الاستاذ حميد ناجي يرى أن الزواج المبكر وعدم توفر جامعات تستقبل خريجات الثانوية العامة زادت من نسبة الظاهرة حيث أن خريجات الثانوية العامة في السنوات السابقة ضللن في منازلهن ماشكل احباطاً للطالبات,
أحد اولياء الامور لإحدى الطالبات التي غادرت المدرسة في المرحلة الاعداديه والذي فضل عدم الاشارة إلى إسمة تحدث "للمشاهد " بقولة " في الصف الاول الاعدادي أجبرت ابنتي على ترك ألمدرسة والبقاء في البيت مبيناً السبب حسب قولة لايوجد المكان المناسب والملائم لمواصلة دراستها لاختلاط البنين والبنات في فصل واحد مبيناً ان الكثير يتركن تعليمهن في هذه المرحله ..
تختلف الآراء وتتعدد وجهات النظر من شخص لاخر حسب قناعته .. ولكن الضحية واحده هي تلك الطالبة التي تنحرم من مواصله تعليمها ومن حقها المشروع لكن العادات والتقاليد والاعراف للأسف هي من تحكم قبضتها في بعض المجتمعات وهذه معضلة يصعب تجاوزها.
الطالبة ( أ ) كان لها راي مغاير بقولها" درست الى الصف الاول ثانوي وتركت المدرسة بقناعتي واكتفيت اني تعلمت القراءة والكتابة .
ويجزم الأستاذ/ سعيد صالح أن الزواج المبكر خاصة في بعض القرى في عزلة حلية بمديرية شرعب الرونة سبباً رئيسياً ايضا في مغادرة الكثير مقاعدهن الدراسية .
تربويون لفتوا الى أهمية وضع خطة شاملة تدعم التحاق الفتاة بالتعليم خاصة في المناطق الريفية من خلال توفير الدعم الغذائي والزي المدرسي ومجانية التعليم والرسوم للفتيات مشيرين إلى أهمية التوعية الثقافية والاجتماعية لأوليا أمور الطالبات بتعليم بناتهم وعدم انخراطهن في أي عمل غير التعليم.
و تعد مديرية شرعب الرونه احدى مديريات تعز التي دخلها تعليم الإناث بصورة متأخرة نسبيا بسبب بعدها عن مركز المحافظةً.
والتي يبلغ فيها عدد مدارس البنات 11 مدرسة من اصل 117 إجمالي المدارس في شرعب والتي تتوزع على(21)عزلة والتي يبلغ عدد سكانها (146650) نسمة منها (78175) إناث
و ( 68475) ذكور حسب احصاءات العام 2004م.
المصدر - موقع للمشاهد نت لقرائة التقرير من المصدر على الرابط التالي:
تعليقات
إرسال تعليق