القائمة الرئيسية

الصفحات

الطفلان"حُسن" و"محمد" وجع والدهما الأبدي



تعز - مجاهد حمود
يجلس الطفل ذو الاربعة اعوام  محمد سعيد في حضن ابيه متسائلاً متى سأرى مثل بقية الاولاد واذهب للدكان" البقالة" لوحدي  حين اكبر ؟
سؤال يفتح فجوة عميقة من الحزن في قلب ابيه الغارق بين محيط الأحزان التي تعتصر فؤاده على فلذة كبده الذي لا يرى شيئ من جمال هذه الحياة .
بدأت قصة محمد وهو في  ال6 الاشهر الاولى حين لاحظ والدية اهتزاز غير طبيعي في عينيه كانت امه حين تعرضه لأشعة الشمس يغمض عينيه متأذياً منها غير مدركين مالذي يعانيه
كونه طفلا لا يستطيع التعبير.
الحالة المادية لابيه لن تسمح له ان يعرضه على طبيب متخصص لبعد المسافة عن مشافي مدينة تعز فهو يسكن أحد الارياف بمديرية شرعب الرونة .والتي يتطلب مبلغاً مالياً يعجز ابيه عن توفيره .
ظل محمد في المنزل في ريف شرعب عام ونصف حتى استطاع والده توفير بعض المال وتم نقله الى مدينة تعز وعرضه على الطبيب المتخصص في العيون عبدالرحمن المجاهد بمستشفى الحكمة بمدينة تعز. وقد بلغ العام والنصف.
بقي الوالد مترقباً نتائج الفحوصات التي سيعرضها الطبيب . غير مدرك الصدمة التي سيواجهها . فالأمل لديه كبير بالشفاء والتعافي
"محمد" إبنه البكر  والصدمة في طريقها إليه
بعد ان كان يجلس منتظراً أتاه صوت من بعيد يخبرة بظهور النتائج .
إقترب من الطبيب وباشره بالسؤال هل يوجد احد من الأقارب مصاب بهذا المرض ؟
فيرد عليه لا .. فيخبره الطبيب ان إبنه محمد لدية ضمور في اربعة اعصاب من شبكة العين ويحتاج وقتاً لكي يتوقف الاهتزاز فقط ..
فالنظر لديه قد ضعف والامل قليل جدا بأن يرى من جديد.
صرفت له علاجات يستخدمها بشكل يومي يصل سعرها إلى 25 الف ريال شهرياً . لمحمد والذي استمر مدة ثلاثة اعوام حتى تضاعف الهم وتكاليف الدواء حين ظهرت نفس الاعراض على ابنته الصغيرة "حُسن"
لم يكن ابيه موظفاً حكومياً بل عامل بالأجر اليومي في احد معامل الكيك وسط مدينة تعز
والذي لا يزيد اجره عن 2500 ريال.
الأب الذي مازال مهموماً بعلاج ابنه تتكرر معه المأسآة مع إبنتة الصغيرة "حُسن" التي بدأت عليها نفس الاعراض لاخيها محمد الذي مازال يتعاطى العلاج حتى الآن .
تضاعف الحمل واصبح الولدان في نفس المشكلة ونفس المرض " ضمور بثلاث من عصب الشبكة للعينان.
ومراجعة شهرية تكلفه 50 الف ريال .
قصة لاتكاد تنتهي وألم يتجدد هذا ما قاله الاب سعيد احمد لمحرر المشاهد ونبرة حزن
يقول صعب ان ترى أبنائك الاثنين فاقدين للنظر وصعب ان تبقى منتظراً دون فعل شي
سأبذل كل حياتي لإسعادهم عوضاً عن مافقدو  من نعمة البصر وسأتابع علاجهم بكل الوسائل مهما كانت الظروف فالله لن ينسانا
الطبيب المعالج عبدالرحمن المجاهد تحدث عن حالة الطفلين وانه يعمل على تثبيت اهتزاز العينين للبنت الصغيرة ذات العام والنصف ومتابعة حالة الولد محمد بإنتظام
ملزماً والدهما بمتابعة العلاج والعودة اليه كل شهر لمدة لا تقل عن 8 اشهر منذ اخر زيارة له في نهاية مارس 2019 م. كحد ادنى لمراقبة وضعهما الصحي آملاً ان يكون هناك تحسن ملموس .
يذكر ان الطفلان بدأت ترافقهم المعاناه منذ الستة الاشهر الاولى من ولادتهما


ردرود الأفعال:

تعليقات