القائمة الرئيسية

الصفحات

عبدالرحمن الشرعبي معيد حولته الحرب الى عامل بناء





تعز – مجاهد حمود:


منذ العام 2014 والثلاثيني عبدالرحمن الشرعبي الذي تم تعيينه معيداً في قسم القرآن الكريم بكلية التربية في جامعة تعز الحكومية، بعد حصوله على المرتبة الأولى على دفعته للعام الدراسي 2011/2012، لم يتسلم راتبه حتى الآن، الأمر الذي يدفعه إلى العمل في البناء بعد انتهاء دوامه الرسمي، مساء كل يوم، لتوفير الطعام لأسرته المكونة من 9 أشخاص.

صدر قرار التعيين للشرعبي و 59 آخرين، دون موافاتهم بالتعزيز المالي، كما يروي لـ”المشاهد”، مضيفاً أن هذا الأمر اضطره للعمل في البناء لتوفير المصاريف اليومية له ولأسرته، رغم أنه يداوم في الجامعة بشكل مستمر ودون انقطاع.

ويتقاضى عامل البناء في اليمن 4000 ريال في اليوم، نصف هذا المبلغ فقط، يتقاضاه الشرعبي لنصف دوام، متى ما توفر له عمل البناء.

نصف هذا المبلغ لا يكفي ثمن الخبز اليومي الذي تحتاجه الأسرة المكونة من 5 أشخاص، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلاد.


دوام بدون راتب

كل ما يتسلمه الرجل من إدارة الجامعة 6000 ريال يمني بالشهر الواحد. مبلغ لا يفي حتى لقيمة الماء الذي يشربه أثناء الدوام، كما يقول، مضيفاً أن التزامه الأخلاقي، يمنعه على الدوام من ترك واجبه في خدمة الطلاب والمجتمع، وفق ما يقول.

ويقول: “الحكومة ورئاسة الجامعة لم تحس أو تشعر بما نعانيه ونعيشه من وضع صعب لا يمكنهم تحمله، ورغم كل هذا لم يتابعوا حقوقنا لدى الجهات الرسمية بإصدار التعزيز المالي، لنكتفي ونؤدي عملنا بأكمل وجه، ونتمكن من مواصلة الدراسات العليا “الماجستير”.

ويعترف عميد كلية التربية الدكتور حميد الشيباني، أن هناك العديد من الخريجين المتميزين في دراستهم كـ”عبد الرحمن الشرعبي”، في قسم علوم القرآن، وغيره من خريجي 2012، لم يتسلموا رواتبهم، رغم صدر قرار التعيين لهم في العام 2014، وصدرت لهم فتوى، ومعاملاتهم بالخدمة المدنية، لكن هذه المعاملات توقفت، نتيجة انقلاب جماعة الحوثي على حكومة هادي، إذ شلت وزارات الدولة، وتوقفت جميع المعاملات، وفق ما يقول لـ”المشاهد”، مستدلاً بالمبتعثين إلى الخارج، الذين كانت تصرف لهم رواتب، وتوقفت رواتبهم بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، أصيبت الحركة الإدارية والمالية بالشلل التام، وهذا أبرز الأسباب.


عادت الحكومة ولم تحل مشكلتهم

لكن الغريب في الأمر أن الحكومة عادت إلى عدن بعد تحريرها من قبضة الحوثيين، في منتصف العام 2016، ولم تعمل على تسوية أوضاع المعيدين في جامعة تعز، رغم تسوية أوضاع معيدي جامعتي عدن وحضرموت الحكوميتين، بحسب ما تؤكده لـ”المشاهد” المعيدة بكلية التربية في جامعة تعز، وفاء سلطان، التي تخرجت بنفس دفعة زميلها عبدالرحمن، وصدر قرار التعيين لهما معاً.

وتقول: “للآن لم تتم تسوية أوضاعنا أسوة بزملائنا في جامعتي عدن وحضرموت، الذين يتسلمون رواتبهم الشهرية منذ 3 سنوات، ونحن من غير رواتب أو مستحقات أو حتى مكافآت”، مضيفة: نحن داومنا بشكل مستمر، سواء قبل الحرب أو بعدها، ولم ننقطع سوى حين دارت الاشتباكات في المدينة وحي الجامعة الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت الجامعة أبوابها قبل عامين، ورغم كل هذا مازلنا نداوم دون أي أثر مالي من الجامعة ولا من الحكومة.

وعجزت جامعة تعز عن القيام بالتسويات المالية لأعضاء هيئة التدريس، البالغ عددهم 60 عضواً، منذ 4 سنوات، بحسب ما يؤكده نائب رئيس جامعة تعز والقائم بأعمال رئيس الجامعة، الدكتور رياض العقاب، في تصريح لـ”المشاهد”، لكنه يقول إن الجامعة قامت بمحاولات سابقة، لكنها وجدت تعنتاً من وزارة المالية في عدن.


لقرائة الخبرمن المصدر موقع المشاهد نت

ردرود الأفعال:

تعليقات