تعز - مجاهد حمود
بعد ظهور ورم في ثديي الايسر ذهبت الى اكثر من مستشفى للعلاج ولكنها كانت تقول لي بأنه كيس دهني رغم أني لم اقتنع بكل هذا .
تروي الستينية حورية قصتها مع المرض للمشاهد والوجع الذي عايشته بين الوهم والحقيقة " لم اكن مطمئنة للورم رغم التطمينات التي كنت اتلقاها من اكثر من مستشفى بأنه كيس دهني ولكني لم أكتفي او اقتنع بذلك حتى تم إخباري عن احد الدكاترة وذهبت اليه واجريت عملية لاستئصال الورم على أنه كيس دهني دون علمي يقيناً بأنه سرطان ولكني كنت أشك في هذا بيني وبين نفسي .
وتضيف "وبعد فترة وجيزة عاودت لزيارة الطبيب المعالج واخبرني بأني مصابة بالسرطان وانه مازال مبكرا ويجب استئصال الثدي !!
تقول بقيت في صدمة وحيرة وأدركت أنه الموت لامحالة ورفصت ان يتم الاستئصال لأني كنت اقول لا فائدة حتى من ذلك فالسرطان مميت .
حتى تمكن اولادي وزوجي من إقناعي بإجراء العملية مرة اخرى وتم بالفعل اجراء العملية واخذ العلاج اللازم حتى تماثلت بالشفاء وحتى الان خمس سنوات واني في صحة جيدة رغم أني كنت مصابة باليأس بأن لا شفاء !! .
من جانبه يقول الدكتور أمين قاسم أخصائي اورام صلبه بمركز الأمل لعلاج الاورام بتعز بأن الستينية حورية اكتشفت مبكرا أن لديها مشكلة في الثدي الأيسر ووصولها للطبيب بمرحلة مبكرة كان سببا في تعافيها ولم يستخدم في علاجها غير التدخل الجراحي والعلاج الهرموني دون التدخل لأي خطط علاجية اخرى .
متى تزور الطبيب؟
ويقدم الدكتور امين قاسم العديد من النصائح للتوعية بسرطان الثدي قائلاً اي أمراءه بعد سن البلوغ ومافوق بحاجة الى ان تتفقد نفسها بشكل مستمر بالفحص واذا وجدت كتلة في ثديها او اي شيء صلب حتى المرضعات إذا وجدت خروج مادة لزجة من ثديها غير الحليب أو الم او تغير لون الثدي او زيادة في حجم الثدي عن الآخر كل هذه الاشياء إذا وجدتها المرأة عليها أن تبادر للكشف المبكر في اقرب مركز او عيادة للكشف المبكر ليتم بعدها عمل واتخاذ الخطوات اللازمة من الفحص التلفزيوني وهرموني واذا تم الحاجة بعد ذلك الى اجراءات اخرى يتم تحويلها للمركز لعمل الاستقصائيات الاخرى غير الجهاز والفحص العادي حسب الحاجة .
أرقام كبيرة
وخلال الحملة الوردية المعلن عنها في اكتوبر قال مدير مركز الأمل للأورام السرطانية في تعز، تسجيل سبعمائة حالة إصابة جديدة بالسرطان، منها مائة وتسع وعشرون حالة بسرطان الثدي منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر سبتمبر الماضي.
انفوجرافيك يوضح عدد الاصابات بسرطان الثدي في تعز |
وقال المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان مختار المخلافي، إن تخفيف معاناة مرضى السرطان يتطلب تعاون ودعم الجميع، داعيا إلى تظافر الجهود لإنجاح الحملة الوردية للتوعية بسرطان الثدي، وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
من جانبها، أكدت مديرة إدارة تنمية المرأة في تعز نجاح الشامي، خلال تدشين الحملة الوردية للفحص المبكر لسرطان الثدي، أهمية الكشف المبكر في الحد من انتشار المرض، مشيرة إلى أن الحملة تستمر شهرا كاملا، وتشمل النزول الميداني إلى المدارس والجامعات.
نقص في الأدوية
وقال احمد شملان الأمين العام للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بصنعاء ان أعداد مرضى السرطان تتزايد بين اليمنيين بشكل كبير ، معزيً ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الحرب وما آلت اليه من ظروف معيشية واقتصادية وزيادة الفقر الذي تسبب في عدم تمكن الكثيرين من تلقي العلاج، مما يفاقم من هذه الحالات بشكل كبير .
وأوضح شملان للمشاهد بان المركز الوطني لعلاج الأورام في صنعاء يعد الوحيد الذي يتلقى حالات المرضى، حيث يوفّر لهم الأدوية الكيماوية والعلاج الإشعاعي، وغيرها من المتطلبات للمرضى. شاكياً من نقص الادوية والشح في الدعم المادي وعدم تسلم الكوادر الطبية مستحقاتها .
واشار شملان الى عدم توفير العلاج بشكل مجاني للمرضى كما في السابق بسبب توقف الموازنة المخصصة للمركز بسبب الحرب وعجزهم في توفير الكميات المطلوبة للأدوية .
وفي ذات السياق أوضح الدكتور مختار سعيد مدير مركز الأمل لعلاج السرطان بتعز أن المركز هو الوحيد الذي يستقبل مرضى السرطان من محافظة تعز، ومن خمس محافظات مجاورة. مؤكداً تردد 200 حالة بشكل يومي على المركز مع وجود شح كبير في الامكانيات التشخيصية والدوائية والتشغيلية مما يزيد من معاناة المرضى في ظل الوضع الاقتصادي لأهالي المرضى العاجزين على تحمل تكاليف العلاج .
وأضاف سعيد، أن المركز يتردد عليه 200 حالة في اليوم الواحد، بينما وصلت عدد الإصابات الجديدة بالمرض خلال عام 2022 إلى ألف حالة.
ولفت سعيد إلى أن محافظة تعز الأكثر إصابة مقارنة بخمس محافظات مجاورة بنسبة 14 بالمائة من اجمالي الاصابات بينما 45 بالمائة نسبة الاصابات في المحافظات الاخرى .
ويعد سرطان الثدي هو السرطان الذي يتكون في خلايا الثديين و يصيب سرطان الثدي كلاً من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعًا بين النساء.
أعراض سرطان الثدي
كتلة أو تثخنًا في الثدي يَختلف عن الأنسجة المحيطة ،تغيُّرًا في حجم الثدي أو شكله أو مظهره. تغيُّرًا في الجلد الموجود على الثدي، مثل الترصُّع الحلمة المقلوبة حديثة الظهور، تقشُّرًا أو توسفًا أو تيبسًا أو تساقطًا في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة (الهالة) أو جلد الثدي ،احمرار جلد الثدي أو تنقيره، مثل جلد البرتقالة
عوامل الإصابة
حسب دراسة عن سرطان الثدي بين السيدات اليمنيات نشرت في 2012، معتمدة على حالات السرطان للسيدات المسجلة في المركز الوطني للأورام في اليمن، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى حالات الإناث المسجلة في المركز. وقالت الدراسة نفسها: بالرغم من أن معدل الإصابة بسرطان الثدي أقل في البلدان النامية العربية منه في البلدان الغربية، إلا أن المرض يمكن تشخيصه لدى النساء العربيات في سن مبكرة بعكس السيدات في البلدان الغربية.
في دراسة طبية أخرى نشرت في 2019 عن عوامل الإصابة بسرطان الثدي في وادي وصحراء حضرموت، فإن معدل الإصابة بالمرض في ارتفاع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مع اضطراد تبني السكان لنمط الحياة الغربية.
وتقول الدراسة إن المطلقات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وأن عدم إرضاع طفل رضاعة طبيعية، وارتفاع ضغط الدم، والتاريخ العائلي من الأورام الخبيثة، وفترة ما بعد انقطاع الطمث، تمثل عوامل رئيسية للإصابة بالمرض بين النساء في اليمن.
ويعد سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء، والسبب الرئيسي للوفاة في أوساط النساء في منتصف العمر، حسب دراسة وصفية نشرت في 2012 عن اتجاهات سرطان الثدي وإدارته في عدن والمحافظات الجنوبية الشرقية المجاورة.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بحدوث أكثر من 2.3 مليون حالة إصابة بسرطان الثدي سنويا، مما يجعله أكثر أنواع السرطان شيوعا بين البالغين.
يعتبر سرطان الثدي السبب الأول أو الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان بين النساء في 95 في المائة من البلدان. ولكن مع ذلك، فإن النجاة من سرطان الثدي غير منصفة على نطاق واسع بين البلدان وداخلها؛ إذ إن ما يقرب من 80 في المائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي وعنق الرحم تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
تعليقات
إرسال تعليق