القائمة الرئيسية

الصفحات

المعلم اليمني.. مجبر على العمل بدون مرتب كاف


تعز -مجاهد حمود :

“أداوم في المدرسة في الصباح وفي المساء وأعمل في استخراج الأحجار وتجهيزها للبيع لتوفير احتياجات أسرتي التي تتكون من سبعة أفراد بمبلغ لايتعدى 12 دولارًا في اليوم” هكذا يقول عبدالواحد سعيد مدرس الكيمياء في إحدى المدارس في مديرية شرعب الرونة شمال مدينة تعز وهو يشرح كيف يكابد المعلم الظروف المعيشية الصعبة من أجل توفير لقمة العيش والعمل في أعمال إضافية قاسية أحيانًا كون الراتب الحكومي لايكفي.


ويضيف عبدالواحد أن الرواتب ونتيجة الانقسام المالي تحولت إلى نصف ماكان يتم استلامه من قبل الحرب ويشرح عبدالواحد ذلك “يتم إرسال الرواتب من مناطق سيطرة الحكومة في مدينة تعز والذي راتبه 100 ألف ريال يصله 35 ألف ريال بالعملة القديمة بعد خصم رسوم الحوالة التي تصل إلى 65%”.


الراتب لايكفي


يشارك معاناة التربوي عبدالواحد سعيد الآلاف من التربويين الذين يعانون من توقف المرتبات من جهة، كما أن الراتب أصبح لايكفي لتلبية متطلبات المعيشة الأساسية لمدة أسبوع من جهة ثانية في ظل التدهور المتواصل لسعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية والذي يقابله ارتفاع متواصل في أسعار المواد الغذائية.


محمد هزبر اسم مستعار لمعلم يعمل في إحدى المدارس الحكومية بمدينة صنعاء هو الآخر يعاني حسب تعبيره من توقف المرتبات واضطرار المئات من زملائه في العمل في أعمال مختلفة.


ورغم أنه يتم صرف نصف راتب كل أربعة أشهر وذلك المبلغ لايكفي لشراء كيسين من الدقيق إلا أنه يضطر للعمل في المدرسة حسب تعبيره بشكل إجباري خوفًا من إسقاط اسمه واستبداله بشخص آخر.


ويضيف أن المعلمين كانوا من أبرز ضحايا الحرب ولا أحد يلتفت لمعاناتهم من أي جهات رسمية أو حقوقية.


وفي ذات السياق قال أمين عام نقابة المعلمين في تعز الواقعة تحت سيطرة الحكومة عبدالرحمن المقطري في تصريح سابق لـ”المشاهد”: بأن قرابة 160 ألف معلم ومعلمة يعملون في مناطق سيطرة الحوثيين منذ ثمانية أعوام بلا رواتب يفتقرون لأبسط مقومات العيش.



وأشار إلى أن التدهور الحاد في العملة الوطنية بمقابل تهرب المسؤولين عن القيام بواجباتهم في تحسين الوضع ضاعف من معاناة المعلم المعيشية.


وقال إن الحكومة لم تنفذ التزاماتها فيما يتعلق بالتسويات المتوقفة منذ العام 2012 ولم تصرف العلاوات السنوية منذ العام 2014، كما لم تكمل بقية مراحل قانون الأجور والمرتبات أو تنفذ قانون التأمين الصحي للموظفين.


وأفاد المقطري بأن المعلم فقد من راتبه 329 دولارًا مقارنة برواتب المعلمين في بداية العام 2015 وأواخر العام 2018

نتيجة الفوارق السعرية للدولار في هذه الأعوام مع بقاء راتب المعلم ثابتًا، كما فقد التكريم براتب شهر كما كان معمولًا به في قانون المعلم.


وأوضح أن راتب المعلم في العام 2015 كان يعادل 416 دولارًا وفي العام 2018 أصبح يعادل 87 دولارًا.


انتهاكات متعددة


توقف المرتبات وعدم التزام الحكومة بعمل معالجات للمعلمين ببدل غلاء المعيشة ليست فقط أبرز معاناة المعلمين في اليمن فقد طال المعلمين انتهاكات مختلفة منذ اندلاع الحرب حيث كشف تقرير سابق أصدرته نقابة المعلمين بعنوان الجريمة المغيبة عن 49 ألف انتهاك في قطاع التعليم منذ بداية الحرب منهم 1580 قتيلًا من المعلمين 22 منهم قتلوا تحت التعذيب وإصابة 2642 بالإضافة إلى فصل 924 معلمًا من وظائفهم و 20 ألف حالة تهجير و 1137 حالة اعتقال و 621 انتهاكًا جسديًا ونفسيًا في السجون و 681 حالة حجز ومصادرة ممتلكات و25 حالة تفجير لمنازل المعلمين.


ويظل السؤال المر الذي يطرحه المعلمون في اليمن: هو متى سوف يتم انتظام صرف مرتباتهم وزيادة هذه المرتبات بشكل يساوي ارتفاع غلاء الأسعار على الأقل لتوفير المتطلبات المعيشية بدون اضطرارهم للعمل في مهن أخرى.

المصدر - المشاهد نت

ردرود الأفعال:

تعليقات